مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
يحذر الخبراء من أن الأطعمة الفاسدة قد تشكل مخاطر صحية كبيرة، إذ تنتج الكائنات الدقيقة الضارة في الطعام الفاسد سمومًا كيميائية قد تعطل العمليات الحيوية الأساسية، مسببةً مشكلات تتراوح بين اضطرابات المعدة البسيطة وصولاً إلى أمراض خطيرة مثل سرطان الكبد.
وفي الأطعمة النباتية مثل الحبوب والمكسرات، تعد الفطريات السبب الرئيس للتلف. وتنتج أنواع مثل Aspergillus flavus و A. parasiticus سموم الأفلاتوكسين، التي يمكن أن تُحدث طفرات في الحمض النووي وترتبط بتلف الكبد وسرطان الكبد. كما تنتج فطريات Fusarium في الحبوب مثل القمح والشعير والذرة سموم التريكوثيسين والفومونيسين B1، التي تهيج الجهاز الهضمي وتؤثر في الكبد والكلى على المدى الطويل. وتشمل علامات التلف تغير اللون أو الانكماش أو الرائحة العفنة، وينصح الخبراء بالتخلص من الأطعمة المصابة.
والفواكه أيضًا معرضة للعفن، مثل Penicillium expansum التي تصيب التفاح والكمثرى والكرز والخوخ، وتنتج سم الباتولين الذي يضر بالإنزيمات الرئيسية ويولد جزيئات ضارة قد تلحق الضرر بالحمض النووي والبروتينات والدهون. على الرغم من الرغبة في إزالة الأجزاء المتعفنة، فإن الفطريات غالبًا ما تخترق العمق، ما يجعل الفاكهة بأكملها غير آمنة، خصوصًا الفواكه الطرية.
والجبن يمثل حالة خاصة، إذ يضيف العفن المتحكم فيه نكهة آمنة كما في أجبان الروكفور أو بري، لكن العفن غير المتوقع مثل الأخضر الداكن أو الأحمر قد ينتج سمومًا مثل حمض السيكلوبيازونيك، الذي يعطل تدفق الكالسيوم في الجسم. يُنصح بالتخلص من الجبن الطري عند ظهور العفن، فيما يمكن أحيانًا إزالة الجزء المصاب من الجبن الصلب.
وتتلف اللحوم أساسًا بسبب البكتيريا، وليس الفطريات. وتشمل علامات التلف اللزوجة، تغير اللون، والرائحة الحامضة. من البكتيريا الضارة E. coli وSalmonella وCampylobacter وClostridium perfringens وC. botulinum، التي تنتج سمومًا تسبب اضطرابات هضمية أو تلف الأعصاب أو حتى الموت. الطهي قد يقضي على البكتيريا، لكن العديد من السموم تتحمل الحرارة.
ويشدد الخبراء على ضرورة الانتباه وفحص الطعام بصريًا وشميًا، وعند الشك، التخلص منه. الوعي بمخاطر التلف الغذائي أمر أساسي لحماية الصحة من السموم الدقيقة التي غالبًا ما تبقى غير مكتشفة حتى حدوث المرض.