في عصر أصبحت فيه الراحة عنوان الحياة الحديثة، حيث يمكننا طلب الطعام، حضور الاجتماعات، والتواصل مع الآخرين دون مغادرة الأريكة، يحذر الخبراء من أن هذا النمط الخامل قد يقودنا نحو أزمة صحية عالمية.
ولتحذير الناس من مخاطر الجلوس المفرط، صمّم فريق من تطبيق المشي WeWard نموذجاً بشرياً مروّعاً أطلق عليه اسم "سام" (Sam)، يجسّد الشكل المتوقع للشخص قليل الحركة بحلول عام 2050 — وكانت النتيجة صادمة بكل معنى الكلمة.
يظهر "سام" بملامح مرهقة، فعيناه غائرتان، وبشرته باهتة، ويعاني من تورّم في القدمين، وانحناءة حادة في الرقبة تُعرف بـ"الرقبة التقنية"، ليقدم صورة واقعية لما قد تفعله الحياة الخاملة بأجسامنا خلال العقود القادمة.
وقال فريق WeWard في مدونة له: "إذا كنت تبحث عن شيء مخيف في عيد الهالوين، فلا داعي للأشباح.. فقط تخيّل مستقبلنا إذا واصلنا تفضيل الراحة على الحركة اليومية."
وأضاف الفريق أن النموذج، الذي صُمم بمساعدة الذكاء الاصطناعي واستند إلى أبحاث طبية حديثة، يبرز التأثيرات الجسدية الخطيرة الناتجة عن قلة الحركة، الإفراط في استخدام الشاشات، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا.
ولمزيد من التأثير، طبّقت الشركة النموذج على عدد من المشاهير مثل براد بيت، أوبرا وينفري، ميريل ستريب، وليونيل ميسي، لتصوّر كيف قد تبدو أجسامهم إذا تبنّوا نمط حياة خاملاً، وكانت النتائج صادمة.
أبرز التأثيرات الصحية لنمط الحياة الخامل
قلة الحركة تُبطئ عملية الأيض وتحفّز تخزين الدهون حول منطقة البطن، مما يرفع خطر الإصابة بالسمنة، السكري وأمراض القلب.
الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يؤدي إلى انحناء الرأس والظهر، ويسبب آلاماً مزمنة في الرقبة والكتفين وصعوبة في الحفاظ على وضعية سليمة.
نقص الحركة يقلل مرونة المفاصل ويزيد احتمالية الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي، خصوصاً في الركبتين والوركين.
الجلوس لساعات يعيق تدفق الدم، ما يؤدي إلى تورّم الكاحلين وظهور الدوالي، بل وقد يرفع خطر الجلطات الدموية.
التعرض المستمر للضوء الأزرق من الأجهزة الرقمية يسرّع علامات الشيخوخة وفرط تصبغ الجلد.
ضعف الدورة الدموية وسوء التغذية والإجهاد المزمن تقلل من وصول الأوكسجين إلى فروة الرأس، ما يؤدي إلى تساقط الشعر وترققه.
الإفراط في استخدام الأجهزة يسبب جفاف العين، واحمرارها، وتشوش الرؤية والصداع.
ضعف الدورة الدموية يؤدي إلى بشرة باهتة وظهور هالات سوداء وربما تفاقم حالات الإكزيما.
ويحذر الخبراء من أن الخمول لم يعد مجرد عادة سيئة، بل "وباء صامت" يهدد صحة الأجيال القادمة. فكما يقول فريق WeWard: :الراحة المفرطة قد تبدو ممتعة اليوم... لكنها قد تكون قاتلة غداً."