أصبح الاحترار المناخي وارتفاع درجات الحرارة مشكلة صحية متفاقمة تؤثر في فئات مختلفة من السكان، ومنها النساء الحوامل اللواتي يواجهن مخاطر متزايدة على صحتهن وصحة أطفالهن.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة "كلايمت سنترال" الأمريكية، فإنّ تغير المناخ يسهم في زيادة المخاطر المرتبطة بالحمل في مختلف أنحاء العالم بسبب موجات الحرّ الشديد.
وأوضحت الدراسة أنّ النساء الحوامل أصبحن يتعرضن لأيام حرّ شديد أكثر من أي وقت مضى، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الرعاية الصحية، مثل منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى والجنوبية، وجزر المحيط الهادئ، وجنوب شرق آسيا، وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
لكن الباحثين أشاروا إلى أنّ الدراسة لم تحلّل مدى تأثر النساء الحوامل فعلياً في هذه البلدان، بل ركزت على زيادة التعرض للحرّ الشديد. وتوضح الباحثة أنّا بونيل من كلية "لندن سكول أوف هايدجين أند تروبيكال ميدسين"، أنّ الدراسة توفر "دليلاً واضحاً على المخاطر المتزايدة"، مؤكدة أنّ هذه المخاطر لا تقتصر على النساء الحوامل بل تشمل أيضاً كبار السن.
وفي دراسة أوسع نُشرت عام 2024 في مجلة "نيتشر ميديسن"، أكد الباحثون أنّ ارتفاع درجات الحرارة يزيد من مخاطر مثل الولادات المبكرة ووفاة الأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى التشوهات الخلقية.
وحذّر الباحثون من أنّ التعرض للحرّ يشكل تهديداً كبيراً لصحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة، مؤكدين أهمية اتخاذ تدابير للتكيّف مع هذه الظاهرة.
وتوصي لوسي أديلايد، عالمة الأوبئة في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية، بزيادة المساحات الخضراء، وتقليل التلوث، وتوفير أماكن باردة، إضافة إلى تحسين توعية النساء الحوامل لحمايتهن من آثار الحرّ الشديد، خاصة في فرنسا، حيث تُهمل هذه الفئة في حملات الوقاية السنوية من موجات الحرّ.