مع تقدمنا في السن، تقل رغبتنا في تناول الوجبات لأن عملية الأيض تنخفض، ما يجعل الطعام الذي نتناوله يلتصق بأجسامنا لفترة أطول، بالإضافة إلى اختلاف أذواقنا الغذائية مع مرور الوقت، إذ تصبح أذواقنا أكثر رقيًا ونتعرف على مجموعة متنوعة من المأكولات.
وإليك بعض الأسباب الآخرى لاختلاف رغباتنا في الطعام مع تقدمنا في السن.
يُعد الجفاف مصدر قلق كبير لكبار السن. ومن أبرز مؤشرات الجفاف الرغبة الشديدة في تناول السكر.
إذ يعوق نقص شرب الماء قدرة الجسم على استخدام الجليكوجين بكفاءة لتخزين الطاقة في العضلات والكبد.
سيحتاج الجسم إلى السكر لتعزيز طاقته إذا لم يكن لديه ما يكفي من الجليكوجين، ولذا قد يُفضل العديد من كبار السن تناول الحلويات عند الشعور بالعطش.
قد تؤدي قلة النوم إلى إفراز جسمك المزيد من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر.
وقد تتذبذب مستويات هرمونات أخرى، بما في ذلك هرمون الشعور بالسعادة في الدماغ وهرمون الجوع، نتيجةً لزيادة إفراز الكورتيزول.
وبسبب هذا الخلل الهرموني، قد تلجأ إلى تناول الوجبات السريعة والأطعمة المريحة التي تُشعرك بالسعادة، وتُفرط في تناولها.
مع تقدمنا في السن، ندرك حاجتنا للعناية بأجسامنا بشكل أفضل. نصبح أكثر حساسية لاختيار المكونات المفيدة لنا .
لهذا السبب قد تلاحظ أن والديك يتناولان طعامًا لا يستمتعان به، لكنهما يفعلان ذلك على أي حال، لعلمهما بأنه مفيد لصحتهما.
قد تكون الرغبة الشديدة في تناول الحلويات أحيانًا نتيجةً لاضطرابات طبية أو أدوية موصوفة. على سبيل المثال، قد يشتهي مرضى السكري الأطعمة الحلوة نتيجةً لانخفاض مستوى السكر في الدم.
كما قد تؤثر هذه الرغبات في الأشخاص الذين لا يحصلون على طاقة كافية من الكربوهيدرات.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن كبار السن المصابين بأمراض مرتبطة بالخرف قد يشتهون الحلويات بسبب تدهور حاسة التذوق لديهم.
كجزء من التطور الطبيعي للحياة، تتدهور حواسنا تدريجيًا، ويمكن أن تؤثر مشكلات صحية مختلفة في هذه الحواس.
وبينما يفكر معظم الناس في مشكلات البصر أو السمع عند التفكير في كبار السن، فإن حاسة التذوق تتأثر أيضًا.
عندما يفقد الناس حاسة التذوق، قد يشكون من فقدان الشهية أو يُصرّون على إضافة الكثير من الملح أو السكر إلى وجباتهم.
قد يحاول كبار السن الذين لا يحصلون على كربوهيدرات كافية تعويض ذلك بتناول وجبات سكرية، فهي أكثر جاذبية لمستقبلات التذوق من النكهات الدقيقة الموجودة في الخيارات الصحية.
ويرتبط تراجع مستقبلات التذوق لدينا مع تقدمنا في السن بحساسيتها، بحيث يمكن للأدوية والأمراض الصحية المزمنة، مثل مرضي باركنسون وألزهايمر أن تُغير المذاقات، وبهذا تزيد من الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة.