كشفت تجربة سريرية حديثة عن فاعلية حقنة شهرية تمكن مرضى الربو من الحد أو حتى التوقف عن تناول الستيرويدات اليومية، دون التأثير في استقرار حالتهم الصحية.
وتحتوي الحقنة على دواء "تيزيبيلوماب" المعروف تجاريًّا باسم "تيزسبير" من إنتاج شركة أسترازينيكا، والذي يعمل عبر منع بروتين يسبب التهاب مجرى الهواء من تحفيز الالتهاب؛ ما يحد من تدهور الأعراض ويخفف نوبات الربو.
ويُوصى باستخدام هذا العلاج البيولوجي كخيار إضافي للمرضى فوق سن 12 عامًا الذين لا تحقق معهم العلاجات القياسية النتائج المرجوة، وفقًا لصحيفة "الإندبندنت".
وتأتي أهميته في خفض الاعتماد على الستيرويدات اليومية، التي يرافقها آثار جانبية طويلة المدى، مثل تقلبات المزاج، واضطرابات هضمية، وزيادة الوزن، والسكري المرتبط بالستيرويدات، وهشاشة العظام.
وأجرت كلية كينغز كوليدج لندن تجربة شملت نحو 300 مريض يعانون من ربو حاد وغير متحكم به، ويتناولون جرعات يومية من الستيرويدات بين 5 و40 ملغ، بمشاركة مرضى من 11 دولة بينها المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والمكسيك، وإسبانيا.
وأظهرت النتائج أن 90% من المرضى الذين تلقوا العلاج بـ"تيزيبيلوماب" تمكنوا من خفض جرعاتهم اليومية من الستيرويد، بينما نجح أكثر من نصفهم في التوقف عنها تماماً بعد 12 شهرًا.
كما توقفت نوبات الربو لدى ثلثي المشاركين بعد أسبوعين فقط، واستمر التحسن طوال فترة الدراسة التي امتدت عامًا كاملًا.
وقال البروفيسور ديفيد جاكسون، خبير طب الجهاز التنفسي في كينغز كوليدج لندن: "تمثل الدراسة خطوة مهمة للمرضى الذين يعتمدون على الستيرويدات الفموية يوميًّا، إذ يتيح العلاج البيولوجي 'تيزيبيلوماب' تقليل الاعتماد على الستيرويدات، مع قدرة أكثر من نصف المرضى على التوقف عنها كليًّا".
وأضاف أن الدواء يظهر فاعلية أيضًا في تخفيف أعراض الحساسية وتحسين التهاب الجيوب الأنفية المزمن؛ ما يجعله خيارًا واعدًا لمرضى الربو الحاد.
ونُشرت نتائج التجربة في مجلة "لانسيت" للطب التنفسي، وستُعرض خلال الاجتماع الشتوي للجمعية البريطانية لأمراض الصدر لعام 2025.
