كشفت أبحاث حديثة أن أول منطقة في الجسم يبدأ فيها تراكم الدهون ليست البطن أو الفخذين، بل قاعدة اللسان.
وأوضح الأطباء أن الدهون المرئية قد تظهر على سطح الجسم، إلا أن الدهون المخفية غالبًا ما تتكون داخليًّا، وتعتبر قاعدة اللسان من أوائل المواقع لتراكم الدهون الحشوية.
وعلى عكس طرف اللسان المرن أو الوسط العضلي، تعمل القاعدة كـ"وسادة دهنية كبيرة" تساعد على توجيه الطعام نحو المعدة، لكنها أيضًا معرضة بشكل خاص لتراكم الدهون التي يصعب اكتشافها بصريًّا. هذا التراكم قد يؤدي إلى الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم، حيث يمكن للدهون الزائدة في اللسان أن تسد مجرى الهواء جزئيًّا أثناء النوم.
ويؤثر انقطاع التنفس أثناء النوم على أكثر من 900 مليون شخص حول العالم، وله عواقب صحية خطيرة إذا لم يُعالج، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والسكري، والاكتئاب، وتراجع الإدراك، وحتى الوفاة.
وأظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالسمنة ومشاكل انقطاع التنفس لديهم دهون لسان أكثر بكثير من غير المصابين، خصوصًا في الجزء الخلفي من اللسان.
ولحسن الحظ، تشير الأبحاث إلى أن هذه الدهون يمكن تقليلها، حيث أظهرت دراسة عام 2020 على 67 مريضًا يعانون من السمنة أن فقدان وزن بنسبة 10٪ فقط، سواء عبر النظام الغذائي أو الجراحة، حسّن نتائج انقطاع التنفس أثناء النوم بنسبة 31٪. وأظهرت صور الرنين المغناطيسي أن السبب الرئيسي لهذا التحسن كان انخفاض الدهون في قاعدة اللسان.
وأكد الأخصائيون أن استهداف دهون اللسان قد يقدم نهجًا علاجيًّا جديدًا لإدارة انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو مجال لم يتم التركيز عليه في الممارسات السريرية سابقًا.
وأشاروا إلى أن العلامات المبكرة، مثل الشخير الجديد أو الشهيق أثناء النوم، قد تشير إلى تراكم دهون خطير قبل أن يظهر على باقي الجسم. ويعد الاكتشاف المبكر لهذه العلامات مهمًّا، حيث تُظهر الأبحاث أن الوقاية من السمنة غالبًا أسهل وأكثر فعالية من محاولة علاجها لاحقًا.
وقد يوفر فهم مواقع تراكم الدهون المخفية، مثل قاعدة اللسان رؤى مهمة لاستراتيجيات الصحة العامة والتدخلات للحد من هذه الأزمة المتنامية، بحسب ما يؤكده الخبراء.