حذر خبراء في مجال الصحة من ضرورة تقديم تحذيرات أوضح للنساء اللواتي يفكرن في الولادة المنزلية، مؤكدين أنها عالية المخاطر ويجب أن يشرف عليها قابلات ذوات خبرة، وذلك بعد وفاة جينيفر كاهيل، 34 عامًا، ورضيعتها أغنس ليلي، إثر ولادة منزلية بإنجلترا، في يونيو العام الماضي.
وكانت ولادة كاهيل مصنفة عالية المخاطر بسبب تعرضها لنزيف بعد الولادة الأولى عام 2021، وقد نُصحت بالولادة في المستشفى. رغم ذلك، اختارت الولادة في المنزل بسبب تجربتها الصادمة في المرة الأولى. وأوضح زوجها، روب، للمحكمة أن مخاطر الولادة المنزلية لم تُشرح بوضوح؛ حيث استخدمت عبارات مثل "خارج الإرشادات" بدلًا من التحذير الصريح من خطر الموت.
وتعرضت كاهيل ورضيعتها لمضاعفات شديدة، إذ وُلدت الطفلة غير قادرة على التنفس، وكان الحبل السري ملفوفًا حول رقبتها، فيما أصيبت كاهيل بنزيف شديد وتوقف قلبها أثناء نقلها إلى المستشفى. واعترف مستشفى مانشستر الجامعي بـ"أخطاء جسيمة" في الرعاية.
ويشير الخبراء إلى أن الولادة في المنزل قد تكون آمنة للحمل منخفض المخاطر إذا أشرفت عليها قابلات مؤهلات، لكن الحالات عالية المخاطر تتطلب ولادة بالمستشفى مع وصول فوري للرعاية المتخصصة.
وأكدت كيم توماس، الرئيس التنفيذي لجمعية صدمات الولادة لصحيفة "الغارديان"، أن النساء يجب أن يكنّ على علم كامل بالمخاطر لاتخاذ قرار آمن، وانتقدت انتظار القابلات بعد دوام طويل، حيث قد يفتقرن للخبرة اللازمة للتعامل مع الولادات المعقدة.
واتفق كل من الدكتورة شوبى بوثوسرى، خبيرة صحة الأم والطفل، والبروفيسورة أسماء خليل، نائبة رئيس الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، على أن القابلات ذوات المهارات والخبرة العالية فقط يجب أن يشرفن على الولادات المنزلية عالية المخاطر، محذرتين من أن أي تأخير في الحصول على الرعاية الطبية الطارئة قد يعرض الأم أو الطفل للخطر.
وأكدت كاثرين ووكر من جمعية الولادة الوطنية أن للنساء الحق في اختيار مكان الولادة، لكن هذا القرار يجب أن يكون مستندًا لمعلومات واضحة وخطط نقل في حالات الطوارئ. وأشارت إلى أن خدمات الولادة تواجه زيادة في حالات الحمل المعقد، مما يتطلب دعم الحكومات للكوادر والتدريب والمرافق لضمان رعاية آمنة وشخصية.
وتشير وفاة كاهيل ورضيعتها إلى أهمية الإشراف المهني، والتواصل الواضح حول المخاطر، والاستعداد للطوارئ لتجنب وفيات الأمهات والأطفال التي يمكن تفاديها.
