تنفرد مدينة "مندلي" بفاكهة الرمان "الأسود" النادر أو ما يعرف باللهجة الكردية "عنارسيه"، حيث تعد المدينة الوحيدة في العراق التي تحصد كميات قليلة منه، ليتلقفه أصحاب محالات العطارة والعشابين لما له من فوائد صحية.
ففي الشمال الشرقي من محافظة ديالى العراقية، تغطى جبال مدينة مندلي بالأشجار الكثيفة، التي تشتهر بزراعة الفواكه، ومنها "الرمان الأسود" أو "العنارسيه".
يقول، طارق المندلاوي، أحد وجهاء القضاء، لـ "إرم نيوز"، إن "مندلي هي المدينة الوحيدة التي نجحت فيها زراعة، الرمان الأسود، والذي يعد أحد الفواكه النادرة، الذي يتميز بلونه قشرته الداكنة المائلة للسواد، وحباته السوداء".
وأضاف، أن "غالبية المزارعين يعملون على زراعة هذا النوع من الرمان في بيئة شجرية كثيفة؛ لأنه يحتاج إلى الظل وعدم مقاومته للجفاف وهذا ما توفره له المناطق الزراعية في مندلي".
ويقول المندلاوي، الذي يعد أيضاً واحداً من العاملين في مجال الأعشاب: "أبناء مناطقنا يعتمدون بشكل كبير على الطريقة القديمة في التطبيب باستخدام الأعشاب، و"العنارسية" كما نحب أن نسميها بلهجتنا الكردية، تعد واحداً من أهم الفواكه التي نستعملها في خلطاتنا الطبية العشبية، بعد تجفيفها بطريقة معينة وطحنها بشكل ناعم".
وأكد أن "الرمان الأسود يعد واحداً من أفضل العلاجات الطبيعية لآلام البطن والقولون والمعدة، إضافة الى استخدامه لخفض ضغط الدم وغيرها من الأمراض، خصوصاً أننا نستعمل قشرتها بعد تجفيفها بخلطها مع مواد عشبية أخرى".
ويعزو العشاب المندلاوي، فائدة رمان مندلي الأسود، إلى "مرورته الكبيرة حيث تحتل طعمه المر بنسبة 75%؛ لهذا لا يمكن تناوله بشكل مباشر؛ لأنه لا يحوي سوى 25% من الحلاوة".
وتعد مناطق مندلي خليطاً من الأكراد الفيلية الذين يشكلون الغالبية العظمى، وبين العرب الذين يعدون الأقلية في تلك المناطق، وتتميز بطبيعتها الخلابة وجبالها.