لم تعد اللحية مجرّد رمز للموضة أو الرجولة، بل أصبحت اليوم محل جدل علمي واسع بعد أن كشفت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة Scientific Alert، عن مفاجآت غير متوقعة حول ما تحمله الشعيرات الكثيفة من كائنات دقيقة.
وبحسب فريق العلماء الذين أجروا الدراسة، فإن اللحية تشكّل بيئة مثالية لنمو الميكروبات، إذ تُعدّ مأوى لمليارات الكائنات الدقيقة، من بكتيريا وفطريات وفيروسات.
هذا التجمّع الميكروبي الكثيف والمتنوّع يعزّز الانطباع بأن اللحية قد لا تكون صحّية كما يظن بعضهم.
وتوفّر اللحى بيئة دافئة ورطبة، تسمح بتراكم بقايا الطعام والزيوت، وهي ظروف مثالية لتكاثر الكائنات الدقيقة، وتزداد المخاطر بسبب ملامسة الأيدي الملوثة للوجه باستمرار، ما يسهّل انتقال الجراثيم من الأسطح إلى الشعر ومنه إلى الجلد.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن شعر الوجه قد يحتفظ بالبكتيريا والسموم حتى بعد الغسل، كما بيّنت إحدى الأبحاث أن العاملين في القطاع الطبي ممن يربّون لحاهم يمتلكون حمولة بكتيرية أعلى على وجوههم مقارنةً بنظرائهم حليقي الذقون.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فبعض أنواع العدوى الجلدية، مثل القوباء، وهي طفح جلدي مُعدٍ غالبًا ما تسببه بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، يمكن أن تنتقل عبر "اللحى".
وفي حالات نادرة، قد تستوطن الطفيليات شعر الوجه أو حتى الحاجبين والرموش، خصوصًا عند إهمال النظافة الشخصية أو التعرّض المباشر لأشخاص مصابين.
ويحذّر اختصاصيو الجلد من إهمال تنظيف اللحية، إذ إن الجلد أسفلها غني بالخلايا المناعية والأوعية الدموية، ما يجعله حساسًا لأي تهيّج أو التهاب.
كما أن تراكم الزهم، وخلايا الجلد الميتة، والملوّثات قد يحوّل هذه المنطقة إلى بؤرة لنمو الفطريات والبكتيريا.
لهذا، يوصي الخبراء بغسل اللحية يوميًّا، وترطيبها بانتظام، واستخدام مشط خاص لتنظيفها، وتقليمها دوريًا للحفاظ على نظافتها ومظهرها، قبل أن تتحوّل من صيحة جمالية إلى خطر صامت يهدّد الصحة.