أظهرت دراسات حديثة أن الأطفال يراقبون بدقة كل تصرفات البالغين من حولهم، سواء أكانت تعليقات حول الجسم أم عادات غذائية أم حتى طريقة التعامل مع الآخرين، حتى لو لم يتم ذلك بشكل مباشر.
وفقًا للاختصاصية النفسية جازمين ماكوي، يُلاحظ الأطفال التفاعلات غير اللفظية مثل التنهيدات والنظرات، ما قد يؤثر في ثقتهم بالأشخاص من حولهم ويشعرهم بالأمان.
وتُعدُّ العلاقة مع الجسد إحدى أبرز العوامل التي ينقلها الكبار إلى الأطفال دون قصد، ووفقًا للاختصاصية الغذائية أليسا ميلر، فإن الأطفال "يدركون جيدًا" كيف يتحدث البالغون عن أجسامهم وأجسام الآخرين.
حتى النظرة السريعة في المرآة أو التعليق السلبي البسيط قد يغرس في نفوس الأطفال قناعات حول المثالية الجسدية والرضا الذاتي، ويؤدي في النهاية إلى تشكل تصورات غير صحية لديهم.
من جهة أخرى، توضح الاختصاصية النفسية لورا ماركهام أن الأطفال يتعلمون القيم بناءً على تصرفات ذويهم، وليس على أقوالهم فحسب، فحين يسأل أحد الوالدين ابنه بعد مباراة رياضية "من الفائز؟"، فإن هذا السؤال قد يغرس في الطفل قيمة التنافس، حتى لو حاول الوالد غرس قيمة المشاركة.
ويشير الخبراء إلى أن الوالدين يلعبان دورًا محوريًّا في تشكيل عادات الأكل لدى الأطفال، إذ يشير التعليق العرضي حول "سوء" نوع معين من الطعام إلى ترسيخ مفاهيم حول "الجيد" و"السيئ" في الغذاء، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في عادات الأكل في المستقبل.
وتذكر أليسا ميلر أن الأطفال يُدركون تمامًا الرسائل المتكررة حول الطعام ويتأثرون بها.
