أظهرت دراسة حديثة أن تأثير الاكتئاب قد يتجاوز المزاج ليصل إلى صحة القلب، حيث يمكن أن يزيد بهدوء من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى لدى الأشخاص الذين يبدون أصحاء.
وحلّل الباحثون بيانات أكثر من 85 ألف بالغ، فوجدوا أن المصابين بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية وفشل القلب على مدى سنوات. وكان الخطر أكبر لدى من يعانون أيضا من القلق، مما يعكس تأثير الضغط العاطفي المستمر على الجسم.
واستخدمت الدراسة التصوير القلبي الوعائي لتسليط الضوء على العلاقة بين الدماغ والقلب. فقد أظهرت مجموعة صغيرة من المشاركين زيادة نشاط اللوزة الدماغية، المسؤولة عن معالجة الخوف والإجهاد، ما يشير إلى أن الاكتئاب يحافظ على استجابة جسدية مستمرة للتوتر.
وعندما يبقى الجسم في حالة "القتال أو الهروب"، ترتفع ضغطات الدم ويبطئ معدل ضربات القلب في التعافي، ويزداد الالتهاب منخفض المستوى، ما يؤدي على المدى الطويل إلى تلف الأوعية الدموية وزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب.
وأوضحت النتائج أن العلاقة بين الاكتئاب وأمراض القلب لم تقتصر على العادات غير الصحية مثل التدخين أو نقص النشاط البدني، بل تشمل تأثيرات بيولوجية مباشرة مرتبطة بالإجهاد.
ويشير الباحثون إلى أن فحص الاكتئاب والقلق قد يكون بنفس أهمية مراقبة الكوليسترول أو ضغط الدم. كما أن علاج الاكتئاب لا يحسن الصحة النفسية فحسب، بل قد يقلل أيضا من مخاطر القلب على المدى الطويل.
ورغم أن الدراسة لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة، فإن النتائج تبرز أهمية الاهتمام بالرفاهية العقلية كجزء من حماية القلب، إلى جانب التغذية السليمة والرياضة ونمط الحياة الصحي.