أعلن العلماء مؤخرًا عن نوع جديد من داء السكري يُعرف باسم السكري من النوع الخامس، يُعتقد أنه يصيب ما بين 20 إلى 25 مليون شخص حول العالم، خاصة في آسيا وأفريقيا.
وبحسب "لايف ساينس" تم التعرف على هذا النوع لأول مرة قبل أكثر من 70 عامًا، لكنه لم يحظَ بالاهتمام الكافي حتى تم تصنيفه رسميًا خلال اجتماع دولي لخبراء السكري في الهند هذا العام.
ويختلف السكري من النوع الخامس عن الأنواع الأخرى المعروفة "ففي النوع الأول، يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تُنتج الإنسولين، وفي النوع الثاني، لا يستجيب الجسم جيدًا للإنسولين أو لا يُنتجه بكميات كافية".
أما النوع الخامس، فينتج عن تلف البنكرياس نتيجة سوء التغذية المزمن في الطفولة، مما يؤدي إلى ضعف دائم في إنتاج الإنسولين، رغم أن خلايا الجسم تبقى قادرة على استخدامه بشكل طبيعي.
وتوضح الدكتورة رايتشل راينرت من جامعة ميشيغان أن المصابين بالنوع الخامس عادة ما يتمتعون بـوزن منخفض ولديهم تاريخ من سوء التغذية المبكر. ولأن إنتاج الإنسولين لديهم ضعيف، فإن العلاج يجب أن يكون حذرًا للغاية، إذ إن تناول كميات كبيرة من الإنسولين مع قلة الطعام يمكن أن يؤدي إلى انخفاض خطير في مستوى السكر في الدم، وهو ما يشكّل خطرًا في الدول ذات الدخل المنخفض.
وأعيد تسليط الضوء على هذا النوع من خلال دراسة YODA (السكري المبكر في أفريقيا جنوب الصحراء)، التي نُشرت في مجلة The Lancet Diabetes & Endocrinology. فقد وجد الباحثون بعد دراسة نحو 900 شاب في الكاميرون وأوغندا وجنوب أفريقيا أن ثلثي المرضى الذين شُخّصوا بالسكري لم تظهر لديهم مؤشرات مناعية تدل على النوع الأول، كما أنهم ما زالوا ينتجون كميات صغيرة من الإنسولين؛ وهي سمة لا تتفق مع النوعين الأول أو الثاني، بل تشير إلى نوع جديد مميز من المرض.
ويعود تاريخ ملاحظة هذا النوع إلى الخمسينيات، حين وصف الطبيب البريطاني فيليب هيو-جونز حالات مشابهة في جامايكا وأطلق عليها اسم "سكري النوع J"، لكنها نُسيت لاحقًا.
ويؤكد الخبراء أن تحديد اسم وتصنيف المرض بدقة أمر ضروري لتحسين التشخيص والعلاج. وقال الدكتور تشيتارانجان ياجنيك، المشارك في إعداد بيان دولي حول هذا المرض، إن الاعتراف به رسميًا سيساعد على جذب التمويل ودعم الأبحاث لفهم أسبابه وآلياته وطرق علاجه، حتى لا يبقى هذا الشكل من السكري منسيًا بين الأنواع الشائعة الأخرى.
