تزايدت في السنوات الأخيرة شعبية الحميات قليلة الكربوهيدرات مثل الكيتو والأتكنز، وباليو وغيرها، حيث اكتسبت شهرة واسعة لسرعتها في تخفيض الوزن دون الشعور بالجوع. لكن ماذا عن الآثار الخفية لهذه الأنظمة على الجسم والعقل؟
تشرح أخصائية التغذية العلاجية والسمنة، ڤيڤيان محمد وهبي، في حديث مع "إرم نيوز"، المخاطر المحتملة لهذه الأنظمة مثل تقلبات المزاج، وضعف التركيز، واضطرابات الجهاز الهضمي، ولماذا قد تكون الاستشارة المتخصصة ضرورية قبل اعتماد هذه الحميات؟
تأثير الحميات قليلة الكربوهيدرات على الصحة العقلية
تشير الدراسات إلى أن تقليل تناول الكربوهيدرات قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية، وزيادة في مستويات الاكتئاب والقلق، خصوصًا وأنها تلعب دورًا مهمًا في إنتاج السيروتونين؛ وهو ناقل عصبي يؤثر على المزاج.
وتقول الأخصائية: "عند تقليل الكربوهيدرات قد ينخفض مستوى السيروتونين، ما يؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، وقد يعاني البعض من تشتت الذهن وقلة في التركيز".
وأضافت "الجلوكوز هو المصدر الرئيس لطاقة الدماغ؛ وعند تقليل الكربوهيدرات قد ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم، ما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التركيز، وضعف الذاكرة، وزيادة الشعور بالتعب الذهني، والتأثير على القدرة على التحمل".
المضاعفات الهضمية
وتؤكد االأخصائية ڤيڤيان وهبي أن النشويات وخصوصًا الموجودة في الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، تعتبر مصادر غنية بالألياف، وتقليلها يؤدي إلى نقص الألياف، ما يمكن أن يسبب مشاكل مثل الإمساك والانتفاخ واضطرابات هضمية أخرى.
واستكملت "قد يؤدي ما سبق إلى انخفاض تنوع البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يؤثر على صحة الجهاز الهضمي بشكل عام. حيث قد يعاني بعض الأشخاص من غازات وانتفاخ نتيجة لتقليل النشويات وارتفاع استهلاك البروتينات والدهون، التي قد تكون أصعب في الهضم".
تابعت "كما يمكن أن يؤدي التقليل المفرط من النشويات إلى انخفاض مستويات الطاقة، ما قد يؤثر على النشاط البدني وبالتالي على صحة الجهاز الهضمي، لأن الحركة تساهم في تعزيز حركة الأمعاء وعملية الهضم".
وأخيرًا، أشارت الأخصائية إلى أن تقليل النشويات قد يؤثر على امتصاص بعض العناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك الفيتامينات والمعادن، ما قد يؤدي إلى نقص غذائي يضر بصحة الجهاز الهضمي والجسم عامةً.
في النهاية، وعلى الرغم من أن الحميات قليلة الكربوهيدرات قد تبدو جذابة لفقدان الوزن السريع، فإن تأثيراتها المحتملة على الصحة العقلية والهضمية والجسدية تستدعي وعيًا وتفكيرًا متأنٍ، لذلك تنصح الأخصائية بضرورة استشارة أخصائي تغذية لوضع خطة متوازنة تأخذ في الاعتبار احتياجات الجسم المختلفة.