أشارت دراسات علمية حديثة، إلى أن موضع تلقي اللقاح في الجسم، وتحديدًا الذراع، قد يؤثر في فاعلية الاستجابة المناعية، ولا سيما في الفترة القصيرة التي تلي التطعيم.
ووفقًا لتقرير نشره موقع ساينس أليرت، فإن نتائج الدراسات الحالية تطرح تساؤلات حول جدوى تلقي الجرعة المعززة في الذراع نفسها مقارنة بالذراع الأخرى.
وخلصت دراسة ألمانية، إلى أن تلقي الجرعتين في الذراع نفسها أسهم في تعزيز المناعة بعد أسبوعين.
وفي المقابل، أظهرت دراسة أمريكية معاكسة أن تبديل الذراع بين الجرعتين أدى إلى زيادة ملحوظة في الأجسام المضادة بعد أربعة أسابيع.
وفي هذا السياق، رجّحت دراسة أسترالية حديثة أن تلقي الجرعتين في الذراع نفسها يُسهم في استجابة مناعية أسرع وأكثر فاعلية، خصوصًا ضد متحورات فيروس كورونا مثل "دلتا" و"أوميكرون".
وأوضحت التحاليل البيولوجية أن هذه الاستجابة تعود إلى تنشيط العقد اللمفاوية في الذراع نفسها، والتي تكون قد خزّنت معلومات مناعية بعد الجرعة الأولى، مما يتيح إنتاجًا أسرع لخلايا الذاكرة المناعية والأجسام المضادة.
وأضاف التقرير أن هذه النتائج، رغم أهميتها، تشير إلى أن الأثر المناعي الناتج عن تلقي اللقاح في الذراع نفسها لا يستمر لفترة طويلة، حيث تتقارب مستويات الأجسام المضادة بين المجموعتين بعد مرور أربعة أسابيع، ما يدل على أن الفارق في الحماية مؤقت.
ويتفق خبراء المناعة على أن هذه النتائج، رغم تباينها، تفتح آفاقًا جديدة لفهم ديناميكيات الاستجابة المناعية، دون أن تشكل بعد أساسًا لتوصيات سريرية واضحة، خاصة فيما يتعلق باللقاحات الموسمية أو بعيدة المدى.
وعليه، تُعد هذه المعطيات خطوة أولى نحو أبحاث أعمق قد تسهم في تحسين فعالية استراتيجيات التطعيم وتحقيق مناعة جماعية أسرع.