الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
خلال الأعوام الأخيرة، غزت السجائر الإلكترونية أو ما يُعرف بـ"الفيب" الأسواق العالمية، بعدما روجت لها الشركات المنتجة كخيارٍ "آمن" ووسيلةٍ للإقلاع عن التدخين.
لكن الأبحاث الحديثة تكشف العكس تمامًا، إذ تُظهر أن هذه الأجهزة لا تُقلل الاعتماد على النيكوتين، بل تضاعف الإدمان، خصوصًا بين فئة الشباب والمراهقين.
من جانبها قالت الطبيبة العامة والأخصائية في علاج التدخين، هيفاء عشي، إن السجائر الإلكترونية "ليست بديلا آمنا كما يُروّج لها، بل وسيلة جديدة لتعزيز الاعتماد على النيكوتين".
وأوضحت العشي في حديثها لـ"إرم نيوز" أن السجائر الإلكترونية باتت "بوابة خلفية تعيد الشباب إلى التدخين التقليدي بعد فترة قصيرة من الاستخدام".
وأشارت الدكتورة العشي إلى أن كثيرين يبدأون تجربة الفيب بدافع الفضول، خاصة مع توفره بنكهات وتصاميم وألوان جذابة توحي بأنه أقل ضررا. لكن الواقع مختلف إذ تحتوي هذه الأجهزة على تركيزات مرتفعة من النيكوتين، تمتصها الرئتان وتصل إلى الدماغ خلال ثوانٍ معدودة، مسببة اعتمادا سريعا.
وأضافت إلى أن بعض العبوات تعادل في محتواها نيكوتين 20 سيجارة تقليدية، ما يحول التجربة البسيطة إلى إدمانٍ فعلي يصعب كسره دون تدخل علاجي.
ووفق تقرير منظمة الصحة العالمية (أكتوبر 2025)، فإن أكثر من 15 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما يستخدمون السجائر الإلكترونية حول العالم، فيما يُعد الأطفال أكثر عرضة للإدمان بـتسع مرات مقارنة بالبالغين.
وتُظهر بيانات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعام 2024 أن نحو 1.6 مليون طالب يستخدمون الفيب، وأكثر من 40 % منهم بانتظام شهري.
أما الأجهزة أحادية الاستخدام، فتحتوي بحسب دراسات حديثة على معادن سامة مثل الرصاص والنيكل والأنتيمون بتراكيز تتجاوز ما يوجد في السجائر التقليدية.
وتؤكد الدكتورة عشي أن الدراسات التحليلية أثبتت أن من يبدأ باستخدام الفيب تزيد احتمالية تحوّله إلى التدخين التقليدي بثلاثة أضعاف مقارنة بمن لم يجرّبه من قبل.
وتضيف: "الفيب ليس وسيلة للإقلاع، بل وسيلة جديدة للوقوع في فخ النيكوتين".
وحذرت الدكتورة العشي من أن النيكوتين يؤثر في مراكز الذاكرة والانتباه في الدماغ، خاصة في مرحلة المراهقة، ما يؤدي إلى ضعف التركيز، وتقلّب المزاج، والقلق.
كما أن بخار الفيب خلافا لما يُشاع ليس "بخار ماء"، بل مزيج من مركّبات عضوية ومعادن دقيقة تُضعف الأوعية الدموية وتؤثر على صحة القلب والجهاز التنفسي.
وتختم بالقول إن دراسات حديثة ربطت بين استخدام الفيب وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بنسبة 28 % بين المراهقين والشباب، مؤكدة أن "خلف كل رقم، قصة لمعاناة بدأت بتجربة وانتهت بإدمان".