هل يمكن أن تتحول زيارة المتحف إلى وصفة طبية لتحسين الصحة النفسية؟ الإجابة "نعم"، وفقاً لما كشفته دراسة جديدة شاملة أجراها فريق من علماء النفس من جامعة فيينا، وكلية ترينيتي في دبلن، وجامعة هومبولت في برلين، نُشرت مؤخراً في Journal of Positive Psychology.
فالدراسة التي جمعت نتائج 38 بحثاً سابقاً وشملت 6805 مشاركاً، أكدت أن مجرد تأمُّل الأعمال الفنية - سواء كانت لوحات، أو صوراً فوتوغرافية، أو منحوتات، أو حتى تركيبات فنية - يُساهم في تحسين الرفاه "الإيديموني"، وهو ذلك النوع من الرفاه المرتبط بالإحساس بمعنى الحياة والنمو الشخصي.
وقالت كلير هاولِن، أستاذة مساعدة في مدرسة علم النفس بكلية ترينيتي: "رغم الاهتمام الكبير بتأثير الإبداع الفني على الصحة النفسية، فإن تأثير تأمُّل الفن ظلَّ مهملاً. الفن البصري يحيط بنا، في المتاحف، والبيوت، والمستشفيات.. وفهم أثره يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز الرفاه من خلال تفاعل يومي مع الفن".
ويبدو أن الأمر لا يتطلب زيارة المتحف فقط، فقد أثبت الباحثون أن التأثير الإيجابي للفن يُمكن أن يتحقق حتى عبر الواقع الافتراضي، أو من خلال الأعمال المعروضة داخل المستشفيات والعيادات.
يقول الباحث ماكينزي تروب من جامعة فيينا، والمشارك في الدراسة: "الناس يرون الفن ترفاً، لكن نتائجنا تشير إلى أن مجرد النظر إليه، سواء كهواية أو كوسيلة علاجية، قد يُحدث فرقاً حقيقياً في الصحة النفسية".
في كندا، وتحديداً في متحف الفنون الجميلة بمونتريال، بدأ منذ عام 2018 تطبيق ما يُعرف بـ"الوصفة المتحفية"، بالتعاون مع اختصاصيين في الرعاية الصحية. وسارعت كل من فرنسا وبلجيكا لاعتماد الفكرة، حيث بات بإمكان المرضى زيارة المتاحف مجاناً بموجب "وصفة ثقافية" يقدّمها الطبيب.
وفي مدينة رين الفرنسية، تقول مورغان رويه، المسؤولة عن تطوير الفعل الثقافي، إن "المهم أن يشعر المريض أن لديه حرية الاختيار، وأن يُتاح له الوقت والمساحة ليعيش لحظة ممتعة"، أما القابلة أنائيغ روشيرون، فأكدت أن وصفها زيارات متحفية لأمهات مرهقات وأطفال حُرموا من العطلات، منحهم وقتاً مشتركاً لتعزيز صحتهم النفسية.