تحوّل مرق العظام أخيرًا من عنصر تقليدي في المطابخ إلى "ترند" صحي تتداوله منصات التواصل، مدفوعًا بتوصيات من مشاهير، مثل سلمى حايك وغوينيث بالترو، الذين يشيدون بفوائده للبشرة والمفاصل والهضم. ولكن هل تدعم الأدلة العلمية هذه المزاعم؟
وبحسب صحيفة "الاندبندنت"، يُحضّر مرق العظام من غلي عظام الحيوانات والأنسجة الضامة لساعات طويلة، مما يُطلق عناصر غذائية مثل الكولاجين والمعادن والأحماض الأمينية. ويُستهلك كمشروب أو يُستخدم كأساس للشوربات، خاصةً النسخ المنزلية ذات المحتوى الغذائي الأكثر نقاءً من المنتجات الجاهزة التي غالبًا ما تحتوي على نسب مرتفعة من الصوديوم.
ويرتبط الكولاجين، المكوّن الرئيس في المرق، بفوائد للبشرة والمفاصل، لكن الكميات الموجودة في المرق غالبًا ما تكون غير كافية لإحداث التأثيرات السريرية التي تظهر مع المكملات المركزة. لذلك، يُوصي خبراء التغذية بالتركيز على نظام غذائي متوازن يحتوي على فيتامين C والبروتين والدهون الصحية لتعزيز إنتاج الجسم للكولاجين.
يحتوي مرق العظام أيضًا على أحماض أمينية مثل الجلايسين والغلوتامين، التي يُعتقد أنها تدعم صحة الأمعاء وتقوي المناعة، إلى جانب محتواه من الإلكتروليتات التي تفيد في حالات المرض أو بعد التمارين.
لكن رغم هذه الفوائد المحتملة، يُحذر المختصون من بعض المخاطر، مثل احتمال تسرب معادن ثقيلة كالرصاص من العظام، خاصة في حال استخدام مصادر غير موثوقة. كما قد يسبب الإفراط في استهلاك بعض الأنواع الجاهزة ارتفاعًا في ضغط الدم بسبب محتوى الصوديوم، إلى جانب احتمالات التلوث في حال التخزين غير السليم.
مرق العظام قد يكون إضافة مغذية ومريحة للنظام الغذائي، لكنه ليس علاجًا سحريًا؛ فوائده لا تزال موضع بحث، ويُنصح بعدم الاعتماد عليه وحده لتحسين الصحة، بل باعتباره مكملًا ضمن أسلوب حياة متوازن يشمل التغذية الجيدة والنوم الكافي والنشاط البدني المنتظم.
