كشفت دراسة طبية حديثة جديدة، أن مَن أضافَ الحمص المعلب إلى نظامه الغذائي اليومي لمدة ثلاثة أشهر انخفضت مستويات الدهون الضارة لديه إلى المعدل الطبيعي.
وبحسب الدراسة الحديثة التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل"، فإن تناول علبة حمص يوميًّا قد يكون مفتاحًا للتغلب على ارتفاع الكوليسترول الخطير، وهو سبب رئيس لأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وقال باحثون من معهد إلينوي للتكنولوجيا إن نوعًا آخر من البقوليات المعلبة - الفاصوليا السوداء - له تأثير مماثل في خفض الكوليسترول.
وفي معرض حديثها عن النتائج، حثت البروفيسورة مورغان سميث، المؤلفة الرئيسة للدراسة، الأشخاص الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول في الدم على استبدال الخيارات "الأقل صحة" بالفاصوليا - سواء كانت معلبة أو مجففة أو مجمدة.
قالت: "هناك طرق عديدة لدمج الفاصوليا في نظامك الغذائي المعتاد، كوسيلة فعّالة من حيث التكلفة لدعم الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة".
وأضافت: "يمكنك مزجها لإضافة سماكة إلى قاعدة الحساء، أو إضافتها إلى السلطة، أو تناولها مع حبوب أخرى مثل الأرز".
ويعتقد العلماء أن البقوليات، مثل الحمص والفاصوليا، قد تعزز مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي يُعتقد أنها تساعد على إزالة الكوليسترول الضار من الدم.
والكوليسترول مادة شمعية شبيهة بالدهون، وهي ضرورية لمختلف وظائف الجسم. وهناك نوعان من الكوليسترول: HDL، وهو النوع الجيد، وLDL، وهو النوع الذي يُعتبر ارتفاعه غير صحي.
ولطالما ارتبط ارتفاع الكوليسترول السيئ بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويعود ذلك إلى أن البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) يمكن أن يُشكل لويحات تتراكم وتسد الشرايين؛ ما يحد من تدفق الدم من وإلى القلب.
وفي الدراسة التي استمرت 12 أسبوعًا، تم تحليل 72 مريضًا مصابًا بمرض السكري لمعرفة مدى تأثير إدخال الفاصوليا إلى النظام الغذائي اليومي في صحتهم.
وفقًا لمؤسسة القلب، فإن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية أو أمراض القلب بمرتين تقريبًا. وتشير الدراسات إلى أن حوالي ثلاثة أرباع مرضى السكري يعانون أيضًا من ارتفاع الكوليسترول.
تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي لتناول كوب واحد من الفاصوليا السوداء، أو الحمص، أو الأرز - والتي كانت تشكل المجموعة الضابطة - كل يوم لمدة 12 أسبوعًا.
وأخذت عينات الدم في بداية الدراسة، وفي منتصفها، ثم مرة أخرى بعد ستة أسابيع لتتبع مستويات الكوليسترول والسكر في الدم والالتهابات.كما أجرى الباحثون اختبار تحمل الجلوكوز في بداية ونهاية الدراسة، لقياس استجابة المشاركين للسكر.
وفي نهاية الدراسة، شهد الأشخاص الذين تناولوا الحمص يومياً انخفاضاً كبيراً في مستويات الكوليسترول، من 200.4 ملغ لكل ديسيلتر من الدم في بداية الدراسة، إلى 185.8 ملغ في النهاية.
وتعتبر مستويات الكوليسترول الكلية التي تزيد على 200 ملجم/ديسيلتر مرتفعة، في حين أن المستويات التي تقل عن ذلك تعتبر طبيعية.
وتبين أيضًا أن الأشخاص الذين تناولوا الفاصوليا السوداء لديهم مستويات أقل من الالتهاب بعد 12 أسبوعًا.
وقال الباحثون: "وجدت دراستنا أن استهلاك الفاصوليا ساعد بشكل كبير على خفض الكوليسترول وتقليل الالتهاب لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري".
ويحذر الباحثون الأشخاص الراغبين في إدخال الفاصوليا إلى نظامهم الغذائي اليومي من أي مكونات إضافية موجودة عادة في المنتجات - مثل الملح أو السكر، وكلاهما مرتبط بأمراض القلب.
