انخفضت معدلات الخصوبة لدى الرجال بشكل ملحوظ خلال العقود الماضية، فقد أظهرت الدراسات زيادة بنسبة 80% في حالات العقم الذكوري بين عامي 1990 و2019. وبينما تُعزى الأسباب عادةً إلى السمنة، النظام الغذائي السيىء، والسموم البيئية، قد تؤدي الأمراض المعدية، بما في ذلك الطفيلي توكسوبلازما غوندي، إلى تراجع خصوبة الذكور.
وبحسب موقع "لايف ساينس"، أظهرت دراسة حديثة أجريت في أبريل 2025 أن الحيوانات المنوية البشرية تفقد رؤوسها عند تعرضها مباشرة للطفيلي، مما يشير إلى تأثيره السلبي في جودة الحيوانات المنوية.
وينتشر طفيلي توكسوبلازما بشكل شائع من خلال براز القطط، والمياه الملوثة، واللحوم غير المطهوة جيدًا، والفواكه والخضروات غير المغسولة، ويصيب حوالي نصف سكان العالم.
وبعد دخول الطفيلي الجسم، يشكل أكياسًا كامنة في أعضائه مثل الدماغ، والقلب، والعضلات، والأعضاء التناسلية الذكرية. وتعود الأدلة على إصابة الخصيتين بهذا الطفيلي إلى الثمانينيات خلال جائحة الإيدز، وأكدت الدراسات الحديثة على الحيوانات أنه يستهدف بسرعة الأنسجة التناسلية الذكرية بعد الإصابة.
وكشفت الأبحاث عن معدلات عالية من تشوهات الحيوانات المنوية لدى الرجال المصابين بالطفيلي، وأظهرت دراسات على الحيوانات انخفاضًا واضحًا في أعداد وشكل الحيوانات المنوية بعد الإصابة.
وأثبتت دراسة 2025 أن خمس دقائق فقط من التلامس بين توكسوبلازما والحيوانات المنوية البشرية في المختبر أدت إلى فقدان 22% من الحيوانات المنوية لرؤوسها، مع تزايد الضرر بمرور الوقت. كما قد يتسبب الطفيلي بتلف الحيوانات المنوية بشكل غير مباشر عبر تحفيز الالتهابات المزمنة في الجهاز التناسلي الذكري.
ورغم عدم وضوح التأثير المباشر للطفيلي على خصوبة الإنسان بسبب قلة البيانات، فإن قدرته على إلحاق الضرر بالحيوانات المنوية قد تسهم في التراجع العالمي في معدلات الخصوبة لدى الرجال.
وللوقاية من التوكسوبلازما، يُنصح باتباع عادات النظافة الصحيحة عند التعامل مع القطط، وغسل اليدين جيدًا، وطهو اللحوم بشكل كامل، وغسل الفواكه والخضروات جيدًا.
ويُعد تجنب الإصابة بهذه العدوى ضروريًا بشكل خاص للحوامل والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة؛ بسبب مخاطر الإجهاض والمرض الشديد.
