أعلنت السلطات الصحية في أستراليا عن موافقة إدارة السلع العلاجية (TGA) على دواء جديد لعلاج مرض الزهايمر في مراحله المبكرة، يحمل اسم ليكانيماب ويُباع تجاريا تحت اسم ليكمبي، وذلك بعد أشهر قليلة من الموافقة على دواء آخر مشابه هو دونانيماب.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد القلق من ارتفاع معدلات الإصابة بالخرف، الذي بات السبب الأكثر شيوعا للوفاة في البلاد، فيما يُشكل مرض الزهايمر وحده ما بين 60 و80% من الحالات.
ويعمل ليكانيماب ضمن فئة الأدوية المعروفة بـ"الأجسام المضادة وحيدة النسيلة"، وهي بروتينات مُصنعة في المختبر تستهدف بروتينات محددة في الجسم.
وفي حالة الزهايمر، يرتبط الدواء ببروتين الأميلويد الذي يُعد العلامة المميزة للمرض داخل الدماغ، ليساعد جهاز المناعة على التخلص منه وتقليل الضرر الناتج عنه.، وفقا لموقع "ساينس أليرت".
وقد جاءت الموافقة بعد تجربة سريرية واسعة شملت 1734 مريضا استمرت 18 شهرا بتمويل من شركة الأدوية اليابانية "إيساي"، أظهرت أن المرضى الذين تلقوا الدواء شهدوا تباطؤاً في تدهور حالتهم بنسبة 27% مقارنة بمن حصلوا على علاج وهمي، وهو ما يعادل تأخيرا يقارب خمسة أشهر في تطور الأعراض خلال فترة الدراسة.
كما بيّنت نتائج متابعة لاحقة أن الاستفادة يمكن أن تمتد حتى أربع سنوات لدى المرضى الذين استمروا بالعلاج.
ورغم أن الدواء أظهر فاعلية واضحة في خفض مستويات الأميلويد داخل الدماغ وفقا لفحوص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، إلا أن تأثيره على الأعراض اليومية ظل محدودا؛ ما يعني أن المرضى ما زالوا يواجهون تحديات مرتبطة بالذاكرة والإدراك.
كما أن ارتفاع تكلفته يجعله بعيد المنال عن كثير من الأستراليين؛ وهو ما يثير جدلاً حول إمكانية وصوله إلى الفئات الأوسع.
ومع ذلك، يرى الخبراء أن الموافقة على ليكانيماب تمثل خطوة علمية مهمة في معركة مواجهة الزهايمر؛ لأنها تفتح الباب أمام تطوير علاجات وقائية أكثر فاعلية يمكن أن تغير مستقبل التعامل مع أحد أخطر الأمراض المرتبطة بتقدم العمر.