يحذّر أطباء من ظاهرة "التوحد الافتراضي"، وهي حالة تظهر فيها على الأطفال سلوكيات تشبه اضطراب طيف التوحد، لكن مصدرها البيئي هو التعرض المفرط للشاشات في سن مبكرة، وليس عوامل عصبية أو وراثية.
يُشير المصطلح إلى اضطرابات في التواصل والسلوك لدى الأطفال نتيجة الاستخدام المطوّل للأجهزة الذكية، خاصة في غياب التفاعل الاجتماعي الواقعي. وعلى الرغم من أن التوحد الافتراضي لا يُعد تشخيصًا طبيًا معتمدًا، فإن الأطباء لاحظوا تحسّنًا ملحوظًا في سلوك الأطفال عند تقليص وقت الشاشة.
وظهرت أولى الملاحظات حول هذه الظاهرة عام 2017، حين ربط مختصون بين ظهور أعراض التوحد لدى أطفال صغار وبين قضائهم ساعات طويلة أمام الشاشات يوميًا، قبل سن الثالثة.
ومن أبرز أعراض التوحد الافتراضي: تأخر الكلام أو ضعف في استخدام الكلمات، وصعوبة في التواصل البصري، إلى جانب الميل إلى الانسحاب الاجتماعي وقلة التفاعل مع الآخرين.
كما قد يظهر الطفل تجاهلاً للتعليمات، ويعاني فرطا في النشاط أو إرهاقا غير معتاد، بالإضافة إلى ضعف ملحوظ في اللعب التفاعلي مع الأطفال الآخرين.
ويؤدي غياب التفاعل المباشر في سنوات الطفولة المبكرة إلى حرمان الطفل من مهارات حيوية مثل فهم تعابير الوجه والعلاقات الاجتماعية، ما قد يؤثر سلبًا في نموه المعرفي والعاطفي.
وينصح الأطباء بتقليل وقت الشاشة للأطفال الصغار، وتشجيعهم على اللعب الواقعي والتفاعل الأسري. كما يُوصى الآباء بالتحدث مع أطفالهم باستمرار، وتقديم القدوة من خلال تقليل استخدام الأجهزة أمامهم.