بعد تلقي لقاح الإنفلونزا، ينشط الجسم استجابة مناعية تشمل الالتهاب والإجهاد التأكسدي أثناء تكوين الأجسام المضادة وخلايا الذاكرة المناعية. ويؤكد خبراء التغذية أن تناول الأطعمة المناسبة بعد التطعيم يمكن أن يدعم هذه العملية، ويخفف الأعراض الجانبية، ويُحسّن تعافي الجهاز المناعي.
ووفقًا لاختصاصية التغذية إلينا رولت، التي تحدثت لموقع "ميديكال نيوز ديلي"، من الأفضل تناول وجبة متوازنة غنية بالبروتين ومضادات الأكسدة والعناصر المضادة للالتهابات؛ فالبروتين يساعد على تكوين الأجسام المضادة والخلايا المناعية، بينما تعمل الألياف الغذائية والبيتا غلوكان، الموجودة في الشوفان والفطر، على تنظيم الاستجابات المناعية. كما تدعم البروبيوتيك صحة الأمعاء التي تؤدي دورًا رئيسيًا في المناعة العامة، في حين أن فيتامين C يعمل كمضاد أكسدة يقلل من الإجهاد التأكسدي.
وتقترح رولت وجبة غنية بالعناصر الغذائية بعد التطعيم، مثل حساء الدجاج أو الخضار يحتوي على الثوم والبصل والجزر والخضروات الورقية (مثل البروكلي أو البوك تشوي) والفطر؛ فهذه المكونات غنية بعناصر تدعم المناعة. ويمكن تناول مشروب غني بالتوت مثل شاي التوت البري أو شاي نبق البحر مع عسل المانوكا لإضافة فيتامين C والبوليفينولات التي تساعد على التحكم في الالتهاب وتعزيز المناعة.
من جانبها، توصي شبنم أونلويشلر، المهندسة الوراثية وخبيرة طول العمر، بإضافة الكركم والأسماك الزيتية الغنية بالأوميغا-3 مثل السلمون أو السردين للحد من الالتهاب بشكل طبيعي دون التأثير سلبًا في استجابة الجهاز المناعي. كما تنصح بتناول مصادر البروتين الخالية من الدهون مثل الدجاج أو البقوليات أو التوفو لتزويد الجسم بالأحماض الأمينية اللازمة لإنتاج الأجسام المضادة.
كما يظل الترطيب بعد التطعيم أمرًا بالغ الأهمية؛ فالحفاظ على رطوبة الجسم يساعد على نقل العناصر الغذائية والخلايا المناعية بكفاءة، ويقلل من الأعراض الجانبية مثل الصداع أو التعب أو آلام العضلات. ويمكن أن تساعد المياه أو شاي الأعشاب أو المرق على تنظيم درجة الحرارة والتخفيف من الأعراض الطفيفة بعد اللقاح.
ويتفق الخبراء على أن دمج التغذية المتوازنة والترطيب والأطعمة المضادة للالتهاب يهيئ بيئة داخلية مثالية لعمل الجهاز المناعي بكفاءة. كما أن الحفاظ على نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية طوال موسم الإنفلونزا، خاصة الأطعمة الغنية بفيتامينات A وC وE، والزنك والسيلينيوم، يعزز مناعة الجسم ويقوي فاعلية اللقاح.