الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أظهرت دراسة حديثة أنّ التزام الأمهات بالنظام الغذائي المتوسطي (حمية البحر المتوسط) خلال فترة الحمل والرضاعة قد يساهم في تقليل احتمالات إصابة أطفالهن بحساسية الطعام، وهي مشكلة صحية آخذة في التزايد عالميا.
وتعد حساسية الطعام من أبرز القضايا الصحية العامة في العقود الأخيرة، حيث تصل نسب انتشارها في الدول الغربية إلى ما بين 8 و10% من الأطفال، مقارنة بمعدلات أقل بكثير في بعض مناطق أفريقيا وآسيا.
ويشير خبراء الصحة إلى أن العوامل البيئية والغذائية وطبيعة النظام الغذائي للأم قد يكون لها تأثير مباشر في زيادة أو خفض احتمالات الإصابة، بحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "Allergy"
وأجريت الدراسة التي في ست مناطق باليونان (أثينا، ألكساندروبولي، كريت، يوانينا، بيلوبونيز، وتسالونيكي) حيث تابعت 430 أما، بينهن 336 أنجبن أطفالًا مصابين بحساسية الطعام و94 لأطفال أصحاء.
وخلال البحث، جرى جمع بيانات مفصلة عن نمط حياة الأمهات، بما في ذلك تاريخ العائلة مع أمراض الحساسية، وعادات التغذية، واستخدام المضادات الحيوية والتدخين خلال فترة الحمل.
كما ركز الباحثون على مدى التزام الأمهات بالنظام الغذائي المتوسطي، المعروف بغناه بالفواكه والخضروات وزيت الزيتون والبقوليات والحبوب الكاملة.
كشفت النتائج أن الأمهات اللواتي اتبعن الحمية المتوسطية بشكل أوضح خلال فترة الحمل والرضاعة، خاصة عبر تناول كميات أكبر من الفواكه والخضار ومنتجات الألبان كاملة الدسم، كنّ أقل عرضة لإنجاب أطفال يعانون من حساسية الطعام.
في المقابل، ارتبط الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك بزيادة طفيفة في معدلات الإصابة، وهي نتيجة أثارت تساؤلات الباحثين، خاصة أنّ دراسات سابقة كانت تشير إلى أن الأسماك تحديدًا قد تلعب دورا وقائيا.
وأوضح القائمون على الدراسة أن هذه المفارقة ربما ترتبط بعوامل بيئية مثل وجود ملوثات في بعض أنواع الأسماك.
وشدد الباحثون على أنّ نتائج الدراسة لا تثبت بشكل نهائي وجود علاقة سببية، لكنها تفتح الباب أمام التفكير الجاد في دور تغذية الأم خلال الحمل والرضاعة في حماية الطفل من أمراض الحساسية.
ويقول الخبراء إن حمية البحر المتوسط تتميز بتوازنها واحتوائها على عناصر غذائية غنية ومفيدة، ما يجعلها خيارًا صحيًا آمنًا للأمهات في مرحلة الحمل وما بعدها.
ورغم النتائج المشجعة، أشار الباحثون إلى أنّ الدراسة شابتها بعض القيود، منها الاعتماد على ذاكرة الأمهات في تذكر تفاصيل النظام الغذائي، وعدم التوازن في أعداد المشاركين بين مجموعة الأطفال المصابين بالحساسية والأصحاء.