الكافيين هو من أكثر المنشطات استهلاكًا حول العالم، ويتواجد في المشروبات التقليدية مثل القهوة والشاي، بالإضافة لتنوع أشكاله ما بين الجيلي، والبودرة، والعلكة، والأكياس، وحتى اللحوم المجففة المحتوية عليه. وبينما يوفر الكافيين فوائد صحية عند تناوله باعتدال، فإن الإفراط فيه قد يؤدي إلى آثار جانبية ويعطل نمط النوم.
ويعمل الكافيين عن طريق منع المستقبلات العصبية لمادة الأدينوزين في الدماغ، وتتراكم مادة الأدينوزين بشكل طبيعي خلال اليوم، مما يعزز الشعور بالنعاس وينظم الإيقاع الحيوي للجسم. وعندما يمنع الكافيين الأدينوزين من الارتباط بمستقبلاته، فإنه يزيد من نشاط نواقل عصبية أخرى مثل الدوبامين والأدرينالين والإبينفرين، ما يعزز اليقظة والطاقة والتركيز.
ويوضح الدكتور روبرت كوان، اختصاصي الأعصاب لـ"ناشونال جيوغرافيك"، أن هذه الآلية تفسر تأثير الكافيين على المزاج والانتباه والطاقة.
هل يعتمد عمل الدماغ على الكافيين؟
ومع ذلك، تختلف آثار الكافيين من شخص لآخر، ويمكن أن يؤدي الاستهلاك الطويل إلى اعتماد الدماغ عليه كجزء من الوظائف الطبيعية للجسم. وقد تؤدي التوقف المفاجئ عن الكافيين إلى أعراض انسحاب مثل الصداع والعصبية والإرهاق. وتوصي الجهات الصحية بعدم تجاوز 400 ملغرام من الكافيين يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا أربعة أكواب من القهوة سعة 240 مل، وينصح بتجنب الكافيين بعد الساعة الثانية ظهرًا للحفاظ على النوم الجيد.
ما فوائد الكافيين؟
ويوفر الكافيين فوائد صحية واضحة، خصوصًا عند تناوله من القهوة والشاي الغنيين بمضادات الأكسدة والمركبات النباتية المفيدة. أظهرت الدراسات أن استهلاك القهوة، حتى دون الكافيين، مرتبط بانخفاض معدلات الوفاة المبكرة، وأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، وسرطان الكبد. كما تشير بعض الدراسات إلى أن القهوة المطحونة والفورية قد تقلل من اضطراب نظم القلب، على الرغم من أن القهوة منزوعة الكافيين لا توفر هذا التأثير.
في مجال الأداء الرياضي، يعد الكافيين فعالًا جدًا، إذ أظهرت الدراسات أن مجرد توقع تناول الكافيين يمكن أن يحسن الأداء بما يقارب تأثيره الفعلي.
ومن الجدير بالذكر أن مشروبات الطاقة، رغم احتوائها على الكافيين، تفتقر إلى المركبات المفيدة الأخرى الموجودة في القهوة والشاي.
