يُعد ألم الصدر العلامة الأكثر شيوعًا للنوبة القلبية، لكن الكثير من المصابين يشعرون بألم أو ثقل أو وخز في الذراع اليسرى. هذا الألم ليس عشوائيًّا، بل هو إشارة بيولوجية مهمة تساعد على اكتشاف المشكلة مبكرًا.
أظهرت دراسة نشرت في BMC Cardiovascular Disorders، أن نحو 41% من مرضى النوبات القلبية أبلغوا عن ألم في الذراع اليسرى و47% في الكتف اليسرى. كما أوضحت مراجعة في مجلة طبيب الأسرة الأمريكية أن ألم الذراع يزيد بشكل كبير من احتمال الإصابة باحتشاء عضلة القلب الحاد.
ويحدث الألم المشار إليه نتيجة التداخل العصبي بين القلب والذراع اليسرى. عندما يعاني القلب من نقص الأكسجين بسبب انسداد الشريان التاجي، ترسل الأعصاب إشارات استغاثة تشترك في المسارات نفسها التي تصل الذراع والكتف. هنا يخلط الدماغ بين مصدر الألم، فيشعر الشخص بألم في الذراع بدلًا من الصدر مباشرة.
ويميل الألم إلى الجانب الأيسر لأن القلب يقع نحو هذا الجانب من الصدر. الانسداد في شرايين مثل الشريان الهابط الأمامي الأيسر (LAD) يمكن أن يسبب ألمًا شديدًا في الذراع والكتف والفك.
ولهذا السبب يصف الأطباء ألم الذراع اليسرى أثناء النوبة القلبية بأنه أحد أكثر العلامات تحذيرًا وخطورة، خاصة إذا صاحبته أعراض أخرى، مثل: ضيق التنفس، والتعرق، والدوخة، أو ألم الصدر.
لا يعني كل ألم في الذراع نوبة قلبية، لكن الألم المفاجئ والمستمر والثقل أو الضغط الذي لا يتحسن مع الراحة يستلزم طلب المساعدة الطبية فورًا. نحو ربع مرضى النوبات القلبية يعانون أعراضًا غير نمطية، وأحيانًا يكون ألم الذراع هو العلامة الوحيدة.
الفهم المبكر لهذه العلاقة بين القلب والذراع يمكن أن ينقذ الحياة، حيث يزيد الوصول إلى المستشفى خلال الساعة الأولى من ظهور الأعراض من فرص النجاة بشكل كبير.
