وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من التلوث الهوائي يكونون أكثر عرضة لدخول المستشفيات بسبب الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب والقلق والفصام، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.
استخدم الباحثون بيانات من "الصحة العامة في اسكتلندا" لتتبع أكثر من 200,000 شخص بين عامي 2002 و2017، بهدف دراسة تأثير تلوث الهواء في مناطقهم على صحتهم النفسية.
وأظهرت النتائج أن احتمالية دخول الأشخاص إلى المستشفى بسبب الاضطرابات النفسية، تزداد بنسبة 2.1% مع كل ميكروغرام إضافي من ثاني أكسيد النيتروجين (NO₂) في الهواء.
وقالت ماري عبد الأحد، التي قادت الدراسة، إن تلوث الهواء يؤثر في الصحة النفسية من ناحيتين: بيولوجيًّا ونفسيًّا.
ومن الناحية البيولوجية، يدخل ثاني أكسيد النيتروجين إلى الرئتين ثم إلى مجرى الدم، ومنه إلى الدماغ، مسببًا أضرارًا. أما من الناحية النفسية، فيشعر الناس بالقلق والتوتر لمجرد معرفتهم بأنهم تعرضوا لكثير من الملوثات الهوائية.
وقد أظهرت دراسات سابقة، أن التلوث الهوائي لا يقتصر تأثيره على ثاني أكسيد النيتروجين فقط، بل يشمل أيضًا الجسيمات الصغيرة المنبعثة من إطارات السيارات، وأفران الخشب، ومواقع البناء، وغيرها من المصادر.
وفي دراسة أجراها المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية في 2021، تبين أن النساء الحوامل اللواتي تعرضن لمستويات عالية من الجسيمات الدقيقة، كنَّ أكثر عرضة بنسبة 29% لتعرض حملهن لمضاعفات نفسية، بينما كان خطر حدوث ذلك أعلى بنسبة 74% بالنسبة للنساء المعرضات لمستويات مرتفعة من ثاني أكسيد النيتروجين.
ولتخفيف العبء النفسي الناتج عن التلوث الهوائي، أوصت عبد الأحد بتوسيع مناطق الانبعاثات المنخفضة التي تمنع دخول المركبات القديمة والأكثر تلوثًا إلى وسط المدن.
وفي وقت سابق، تعهد كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني، أثناء وجوده في المعارضة، بسن قانون جديد للهواء النظيف، كما أعلن ستيف ريد، وزير العدل المعارض آنذاك، أن الحزب سيبحث في جعل الهواء النظيف حقًّا من حقوق الإنسان.
ومع ذلك، لم يُذكر قانون الهواء النظيف في خطاب الملك للحكومة الجديدة. وفي يونيو الماضي، صرح ستارمر أن حكومته لن تفرض توسيع مناطق الانبعاثات المنخفضة، بل ستترك تحديد نطاقها للسلطات المحلية.
