الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
مع تزايد شهرة ما يُعرف بـ"كوكتيل الكورتيزول" على منصة تيك توك، وترويجه على أنه حلّ فعال للتوتر والإرهاق، بدأ خبراء التغذية والصحة في توضيح الحقائق حول ما يمكن أن يقدمه هذا المشروب فعليًا، وما لا يمكنه تقديمه.
يُقال إن المشروب الذي تنتشر وصفاته على نطاق واسع عبر وسائل التواصل يسهم في خفض مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون الرئيس المرتبط بالإجهاد في الجسم، ويزيد من الطاقة ويحسّن المزاج، بل ويساعد على فقدان الوزن.
لكن بحسب تقرير نشره موقع ”Prevention“، يحذر اختصاصيو التغذية من أن هذه الادعاءات مبالغ فيها إلى حد كبير ولا تستند إلى أدلة علمية قوية.
الكورتيزول هو هرمون تفرزه الغدد الكظرية استجابةً للضغط النفسي. ورغم أهميته في عدد من الوظائف الحيوية، فإن ارتفاع مستوياته بشكل مزمن يرتبط بآثار صحية سلبية، مثل زيادة الوزن وارتفاع سكر الدم وضعف العضلات، وفقًا للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب.
رغم عدم وجود وصفة موحدة تتضمن معظم الإصدارات مزيجًا من ماء جوز الهند، وعصير الحمضيات، عادةً الليمون أو البرتقال، ومسحوق المغنيسيوم، ورشة ملح، وماء غازي. وتظهر بعض مقاطع الفيديو الترويجية للمشروب بالتزامن مع محتوى تسويقي لعلامات تجارية لماء جوز الهند.
وزعمت إحدى منشِئات المحتوى على "تيك توك" أن هذا المشروب ساعدها على خسارة 54 رطلًا من وزنها، واستعادة طاقتها. فيما يدّعي آخرون أنه يدعم وظيفة الغدد الكظرية ويساعد على موازنة الهرمونات، وهي مزاعم يشكك فيها المتخصصون.
تقول اختصاصية التغذية سامانثا كاسيتي إن بعض المكونات لها أساس علمي، لكنها لا تبرر التهويل المنتشر. وتشير إلى أن المغنيسيوم معروف بكونه "معدن الاسترخاء" لدوره في تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من آثار التوتر.
كما يمكن للإلكتروليتات الموجودة في ماء جوز الهند وعصير البرتقال والملح أن تسهم في ترطيب الجسم، ما قد يدعم مستويات الطاقة والمزاج. لكنها تحذر من تضخيم الفوائد قائلة: "لا يوجد مشروب واحد يمكنه خفض الكورتيزول بشكل كبير“.
وتتفق معها اختصاصية التغذية جولي أبتون، مشيرة إلى وجود دراسات تشير إلى فائدة المغنيسيوم في تنظيم الكورتيزول، لكن لا توجد تجارب سريرية عشوائية تثبت علاقة سببية مباشرة.
وتقول إن "الاعتماد على ماء جوز الهند يعود لصورته الصحية، وليس لدليل علمي قاطع".
ربط بعض المستخدمين المشروب بفقدان الوزن، لكن الخبراء يقولون إن أي تأثير محتمل سيكون غير مباشر.
ويوضح الدكتور مير علي، مدير مركز إنقاص الوزن الجراحي في كاليفورنيا، أن "تناوله قد يقلل الشهية أو يحلّ محل مشروبات عالية السعرات، ما يعطي تأثيرًا بسيطًا"، مضيفًا أن "90% من فقدان الوزن يعتمد على النظام الغذائي“.
ويؤكد علي أنه لا توجد أدلة علمية تدعم قدرة المشروب على خفض الكورتيزول أو المساهمة المباشرة في إنقاص الوزن. "قد تحتوي بعض المكونات على خصائص مضادة للالتهاب، لكن لا توجد بيانات مقنعة تدعم نتائج ملحوظة".
رغم محدودية فوائده، يرى المتخصصون أن المشروب آمن في الغالب عند تناوله من حين لآخر.
وتقول كاسيتي: "مثل هذه المشروبات المنزلية التي تحتوي على إلكتروليتات عادةً ما تكون غير ضارة، لكن من المهم أن نفهم أن الكورتيزول هرمون، وليس شيئًا يمكن التخلص منه بمجرد شرب مزيج معين".
إلا أن هناك محاذير، فالمغنيسيوم قد يسبب اضطرابات هضمية كالإسهال لدى بعض الأشخاص، كما أن العصائر الحمضية المستخدمة تحتوي على كميات كبيرة من السكر، ما قد يكون غير مناسب لمن يعانون من مشكلات في تنظيم سكر الدم.
إلى جانب ذلك، فإن إضافة الملح قد تكون ضارة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مشكلات في القلب.
وتحذّر أليسا لوبو، اختصاصية التغذية في مركز كولومبيا الجامعي الطبي، من اعتبار المشروب مناسبًا للجميع. وقالت إن "هذا المشروب ليس حلًا عامًا، وعلى الأشخاص ذوي القيود الغذائية الانتباه".
