أعلنت حكومة نيبال عن خطة لتعزيز حماية جبال الهيمالايا، وعلى رأسها جبل إيفرست، من التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي والازدحام البشري، وذلك في أعقاب حملة تنظيف شاملة أسفرت عن إزالة أكثر من 11 طنًا من النفايات، وأربع جثث وهيكل عظمي من الجبل خلال موسم التسلق الأخير.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر "قمة متسلقي إيفرست" الذي عُقد في العاصمة كاتماندو، بمشاركة نحو 100 متسلق من مختلف دول العالم.
وأكد وزير السياحة النيبالي، بادري براساد باندي، التزام الحكومة بدعم رياضة تسلق الجبال، شريطة الحفاظ على سلامة المتسلقين، وصون البيئة الطبيعية، وتنمية المجتمعات المحلية.
وقال باندي إن التغير المناخي والاحتباس الحراري يشكلان تهديدًا مباشرًا لمستقبل تسلق الجبال، مشددًا على ضرورة التصرف بمسؤولية تجاه "الجبال المقدسة" في نيبال، من أجل الأجيال القادمة.
وأعرب المشاركون في المؤتمر عن قلقهم من الازدحام المتزايد على جبل إيفرست، البالغ ارتفاعه 8849 مترًا، في ظل غياب ضوابط تنظم عدد المتسلقين أو مدة التأقلم اللازمة قبل التسلق، ما يرفع من احتمالات وقوع الحوادث ويزيد من الأضرار البيئية الناتجة عن النفايات البشرية واللوجستية.
وكانت الحكومة قد موّلت في الموسم الماضي فريقًا من الجنود والمرشدين المحليين (الشيربا) لتنفيذ عملية تنظيف كبرى على الجبل. ويُعرف أن المتسلقين يقضون أسابيع في معسكرات القاعدة والمخيمات التدريبية، ما يسهم في تراكم النفايات.
في السياق ذاته، انتقدت المتسلقة النيبالية بورنيما شريستا الطابع التجاري المتزايد لمحاولات تسلق إيفرست، مؤكدة أن بعض المتسلقين لا يملكون الجاهزية البدنية أو الذهنية، وهو ما اعتبرته "إهانة للجبل" ويساهم في حدوث اختناقات خطيرة على الطرق المؤدية للقمة.
من جانبها، شددت المتسلقة البريطانية أدريانا براونلي، أصغر امرأة تتسلق أعلى 14 قمة في العالم، على ضرورة التأكد من امتلاك المتسلقين للخبرة الكافية لإنقاذ أنفسهم في حال واجهوا مشكلات أثناء التسلق.
وفي تطور آخر، أثار فريق بريطاني بقيادة المرشد الجبلي لوكاس فورتنباخ جدلاً واسعًا بعد استخدامه غاز الزينون خلال رحلة سريعة إلى قمة إيفرست، استغرقت خمسة أيام فقط منذ مغادرتهم لندن وحتى عودتهم.
وأوضح فورتنباخ أن الهدف من استخدام الغاز هو تقليل خطر الإصابة بداء المرتفعات، وتسريع عملية التسلق، مما يقلل الإقامة الطويلة في معسكرات الجبل، وبالتالي يخفف من النفايات البشرية ويحد من الأثر البيئي.
ورغم تأكيده أن الزينون آمن وفعال، أعلنت إدارة تسلق الجبال في نيبال فتح تحقيق رسمي في استخدام هذا الغاز، كونه غير مسبوق في البلاد ويستوجب التقييم قبل إقراره كخيار معتمد للمتسلقين مستقبلاً.