يُستهلك يوميا نحو 98 مليون كوب قهوة في المملكة المتحدة وحدها، وأكثر من ملياري كوب حول العالم، ما يحوّل التخلص غير المسؤول من مخلفاتها إلى تهديد بيئي حقيقي.
فبينما تعد القهوة طقسا صباحيا للكثيرين، فإن سكبها في المجاري يزيد من مستويات الكافيين في مياه الصرف الصحي، مهددا بذلك صحة الأنهار والبحيرات.
وتحتوي القهوة على مئات المركبات الكيميائية، من بينها الكافيين الذي لا يتحلل بسهولة، إضافة إلى الحليب والسكر ومكونات أخرى.
وتشير الدراسات، وفقا لـ"ساينس أليرت"، إلى أن الكافيين يُصنّف كمُلوّث ناشئ، وقد تم رصده في بحيرات وأنهار سويسرية منذ عام 2003، كما يُمكن أن يعيق الأكسجين المتاح للكائنات البحرية ويحفز نمو الطحالب، ما يقلل من جودة المياه ويؤثر سلبا في النباتات والحيوانات.
وتعد محطات معالجة مياه الصرف الصحي قادرة على إزالة الكافيين بنسب تُراوح بين 60% و100%، بحسب التصميم والظروف المناخية، لكن الأمطار الغزيرة يمكن أن تتسبب بتجاوز السعة الاستيعابية للأنابيب، ما يؤدي إلى تصريف المياه غير المعالجة مباشرة في الأنهار والمجاري المائية.
ولا يقتصر التأثير على المملكة المتحدة، فدراسة على 258 نهرا في 104 دول أظهرت وجود الكافيين في أكثر من نصف المواقع، مع تأثيراته على نمو وتحرك بعض طحالب المياه العذبة واليرقات، ما يهدد التوازن البيئي في هذه المواطن المائية.