ضرب الإعصار "ميليسا"، الذي خُفّض تصنيفه إلى الفئة الثالثة، السواحل الجنوبية الشرقية لكوبا، الأربعاء، متسببًا بتشريد أكثر من 700 ألف شخص، وحرمان نصف مليون جامايكي من الكهرباء، في حين أُعلنت جامايكا رسميًا "منطقة منكوبة".
ووفقًا للمركز الوطني الأمريكي للأعاصير، بلغت سرعة الرياح المصاحبة للإعصار أكثر من 200 كيلومتر في الساعة عند وصوله إلى كوبا، بينما وصلت ذروتها في جامايكا إلى 300 كيلومتر في الساعة، ما جعل "ميليسا" أقوى إعصار استوائي لعام 2025 حول العالم، بحسب تحليل لوكالة "فرانس برس" استنادًا إلى بيانات الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات، والغلاف الجوي.
وأعلنت السلطات الكوبية إجلاء 735 ألف شخص، خاصة في مقاطعات سانتياغو دي كوبا، وهولغوين، وغوانتانامو، مع إعلان حالة التأهب في 6 مقاطعات شرقية.
وقالت إحدى السكان، غراسييلا لاميزون، لوكالة فرانس برس: "اشترينا الخبز، والمعكرونة، واللحم المفروم.. الإعصار خطير، لكننا سنتجاوزه معًا".
وفي مدينة سانتياغو دي كوبا، اجتاحت السيول شوارع المدينة، وجرفت معها كل ما في طريقها، في حين عملت فرق الإنقاذ على انتشال العالقين، من بينهم طفلان و 5 مسنّين، كانوا محاصرين بعد انهيارات أرضية.
وقال الطبيب ليونيس فرانكوس، أحد المحاصرين، لموقع كوبا ديبيت: "نحن في مكان آمن ونحاول الحفاظ على هدوئنا.. فرق الإنقاذ تحاول الوصول إلينا لكن الطرق مقطوعة".
أما في جامايكا، فقد خلفت العاصفة دمارًا واسعًا، إذ اقتُلعت الأشجار، وتضررت البنية التحتية، في حين قال وزير شؤون الجماعات المحلية ديزموند ماكنزي إن أكثر من 530 ألف شخص حُرموا من الكهرباء، مؤكّدًا أن الأولوية تُمنح، حاليًا، لإعادة التيار إلى المستشفيات ومحطات معالجة المياه.
وفي هايتي، الواقعة شرق كوبا، أُغلقت المدارس، والمتاجر، والمؤسسات الحكومية، تحسبًا للعاصفة، بعد أن تسببت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة بمقتل 3 أشخاص هناك، و 3 آخرين في جامايكا، وشخص في جمهورية الدومينيكان.
ويُقارن الخبراء "ميليسا" بإعصار "ماوار" الذي ضرب المنطقة، العام 2023، بسرعة رياح بلغت 298 كم/ساعة، مؤكدين أن "ميليسا" يُعدّ أيضًا أقوى إعصار ضرب جامايكا منذ بدء عمليات الرصد المناخي.