تواصل فرق الإطفاء والأهالي في مدينة مصياف، الواقعة غرب محافظة حماة وسط سوريا، جهودها في مكافحة حرائق ضخمة اندلعت منذ أربعة أيام في سلسلة الجبال المحيطة بالمنطقة، وسط ظروف مناخية وجغرافية صعبة تُعقّد من عمليات الإخماد.
وكانت النيران قد اندلعت بدايةً في جبل القاهر، وانتشرت بسرعة نتيجة الرياح النشطة وكثافة الغطاء النباتي، متجهةً جنوباً نحو جبال الرصافة، حيث تمكنت الفرق من السيطرة على جزء منها.
إلا أن الحريق ما لبث أن امتد شمالاً باتجاه جبال الشيحة، التي ما تزال النيران تشتعل فيها حتى اللحظة، وسط استنفار كبير من فرق الإطفاء والسكان المحليين، الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى المناطق المتضررة؛ بسبب وعورة التضاريس.
وقال عبد الهادي الحكيم، مدير الحراج في مصياف، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن السيطرة الجزئية على حريق جبل القاهر لم تمنع النيران من التمدد باتجاه الشمال الغربي، مشيرًا إلى أن الرياح القوية وكثافة الأحراج والطرقات غير المعبّدة تزيد من تعقيد المهمة.
وتزداد التحديات بسبب عجز فرق الإطفاء عن تبريد المناطق المشتعلة بشكل كامل، مما يؤدي إلى عودة النيران للاشتعال مجددًا.
وأكدت مصادر أهلية، لـ"إرم نيوز"، أن الوصول إلى بعض المواقع أصبح شبه مستحيل إلا باستخدام مروحيات خاصة، ما دفع السكان إلى مناشدة وزارة الدفاع للتدخل العاجل.
وبحسب التقديرات الأولية، التهمت الحرائق مئات الدونمات من الغابات الحرجية، وتقترب من القرى الجبلية الموزعة في المنطقة، مهددةً منازل وممتلكات الأهالي.
وتُعد جبال مصياف من أكثر المناطق عرضةً للحرائق الموسمية في سوريا، حيث تتكرر الكارثة سنوياً، وتؤدي إلى خسائر كبيرة في الثروة النباتية، خاصة من أشجار الزيتون والسنديان النادرة، التي تُشكل مصدر رزق أساسي لسكان القرى المحيطة.