دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قادة دول العالم، اليوم الاثنين، إلى التصديق على معاهدة تسمح بإقامة محميات بحرية في المياه الدولية، محذرًا من أن النشاط البشري يدمّر النظم البيئية للمحيطات.
وحذّر غوتيريش، خلال كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، في مدينة نيس الفرنسية، من أن الصيد الجائر، والتلوث البلاستيكي، وارتفاع درجة حرارة مياه البحار، يهدد النظم البيئية الحساسة، والأشخاص الذين يعتمدون عليها.
وقال، وفقًا لـ"رويترز"، إن "المحيطات هي أكبر مورد مشترك، لكننا مقصِّرون تجاهها"، مشيرًا إلى انهيار المخزون السمكي، وارتفاع منسوب مياه البحار، وزيادة حموضة مياه المحيطات.
وتمثّل المحيطات أيضًا حاجزًا مهمًّا أمام تغيّر المناخ، عن طريق امتصاص نحو 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، لكن حين تصبح مياهها أكثر سخونة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، تُدمَّر النظم البيئية البحرية وتُهدَّد قدرة المحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وقال غوتيريش: "هذه أعراض نظام في أزمة، وتؤدي إلى بعضها البعض، تفكّك سلاسل الغذاء، وتدمير سُبل العيش، وزيادة انعدام الأمن".
وتسمح "معاهدة أعالي البحار"، التي اعتُمِدت في عام 2023، للدول بإنشاء محميات بحرية في المياه الدولية التي تغطي ما يقرب من ثلثي المحيطات، وهي غير منظَّمة إلى حد كبير.
ولم تُحمَ إلا ما يُقدَّر بواحد بالمئة فقط من المياه الدولية، المعروفة باسم "أعالي البحار".
وذكرت ريبيكا هوبارد، مديرة تحالف أعالي البحار، أن الولايات المتحدة لم تُصادق على المعاهدة بعد، ولن تفعل ذلك خلال المؤتمر.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المشارك في استضافة المؤتمر، للوفود إن 50 دولة صادقت على المعاهدة، ووعدت 15 دولة أخرى بذلك.
ولن تدخل المعاهدة حيّز التنفيذ إلا بعد تصديق 60 دولة عليها. وتوقّع وزير الخارجية الفرنسي أن يتم ذلك قبل نهاية العام.