اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
تعرضت مواقع التراث الثقافي حول العالم لمخاطر متزايدة بسبب الظواهر الجوية المتطرفة وارتفاع منسوب البحار، وهو ما تجلى بشكل لافت في انهيار هرم حجري بالمكسيك نتيجة اضطرابات مناخية متزايدة.
وانهار النصب المربع الذي يبلغ ارتفاعه نحو 15 مترًا في ولاية ميتشواكان، بعد تعرضه لأمطار غزيرة ومتواصلة؛ ما أدى إلى انهيار جداره الجنوبي وتحوله إلى كومة من الحجارة.
كان هذا الهرم يُعد من أبرز ما تبقّى من معالم مملكة ميتشواكان، ويقع في موقع إيهواتزيو الأثري، الذي يضم أيضًا هرمًا آخر، وهيكلًا يشبه الحصن، إضافة إلى عدد من المقابر.
وسكنت جماعات السكان الأصليين الناطقة بلغة الناواتل هذا الموقع قبل نحو 1100 عام، قبل أن يتحول لاحقًا إلى مركز حضاري لشعب البوريبيشا، الإمبراطورية الوحيدة التي لم يتمكن الأزتك من إخضاعها. ولا تزال تقاليدهم الثقافية حية حتى اليوم.
ورغم أن الضرر الفعلي طال أحد الأهرامات فقط، فإن خبراء المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ في المكسيك أكدوا أن ستة من "الهياكل المتدرجة" في الموقع تعاني أوضاعًا متدهورة، تشمل الجدار الخارجي والهيكل الأساس وجدار الدعم.
وأرجعوا هذه الأضرار إلى الظروف الجوية القاسية التي سبقت الانهيار.
وفي يوليو 2024، ذروة صيف نصف الكرة الشمالي، ضربت أمطار غزيرة وعواصف رعدية معظم أنحاء المكسيك. جاء ذلك بعد أسوأ جفاف شهدته البلاد منذ 30 عامًا، حيث شحّ المطر بشدة؛ ما أدى إلى جفاف بضع بحيرات تمامًا.
وجاء في بيان المعهد الوطني للأنثروبولوجيا والتاريخ: "إن درجات الحرارة المرتفعة التي تم تسجيلها سابقًا في المنطقة، والجفاف الناتج عنها، تسببت في حدوث شقوق ساعدت على تسرب المياه إلى داخل المبنى الذي يعود تاريخه إلى ما قبل الحقبة الإسبانية" .
ومع تدهور حالة الهيكل، بات الانهيار أمرًا لا مفر منه؛ ما دفع المسؤولين إلى التركيز على ترميمه "لحماية التراث الثقافي المكسيكي".
ورغم أن مهمة علماء الآثار تتمثل في فهم سلوك الإنسان في العصور الغابرة، فإن عملهم لا ينفصل عن تأثيرات النشاط البشري المعاصر.
وتشكل التغيرات المناخية الناتجة عن الأنشطة الصناعية الحديثة، مثل: الطقس المتطرف، وارتفاع منسوب البحار، تهديدًا حقيقيًّا للمواقع الأثرية المهمة المرتبطة بالحضارات القديمة.
ومؤخرًا، أظهرت أبحاث أن لوحات الكهوف في أوقيانوسيا بدأت تتدهور مع تفاقم آثار المناخ، بينما كشفت دراسة أخرى العام الماضي أن الزيادة الكبيرة في كميات الأمطار تُعرّض مواد البناء التراثية في أوروبا والمكسيك لخطر التآكل والتلف.
ووفقًا لتارياكويري ألفاريز، الذي يعرّف نفسه كأحد أحفاد شعب البورهيبيشا، فإن انهيار الهرم في إيهواتزيو كان سيُفسَّر من قبل أسلافه كـ"نذير شؤم".
وكتب في منشور عبر فيسبوك أن حدثًا مشابهًا وقع قبيل وصول الغزاة الأوروبيين إلى الأراضي المكسيكية، معتبرًا أن ما جرى آنذاك كان نتيجة "غضب الآلهة".
ويأتي هذا الانهيار بعد أيام فقط من سقوط "القوس المزدوج" الشهير في ولاية يوتا الأمريكية، على الأرجح بسبب تغيّر مستويات المياه والتعرية؛ ما يعزز المخاوف من تصاعد تأثير التغيرات البيئية في معالم التراث العالمي.