اكتشف باحثون آثار أقدام لإنسان نياندرتال يعود تاريخها إلى نحو 78 ألف عام، على شواطئ مونتي كليريغو جنوب البرتغال، وتشير إلى وجود رجل بالغ وطفل بعمر 7 إلى 9 سنوات ورضيع لا يتجاوز عمره عامين.
وكانت الرحلة إلى موقع الاكتشاف محفوفة بالمخاطر، إذ كاد فريق البحث يُحاصر بالمد العالي؛ ما اضطرهم للسباحة وتسلق منحدر صخري بارتفاع 15 مترًا بمعداتهم كاملة، بحسب الباحث نيتو دي كارفالو.
وقد عُثر على خمسة مسارات تتضمن 26 أثرًا للقدم؛ ما أعاد تشكيل فهم الباحثين لنشاط النياندرتال على السواحل الأطلسية.
وتبيّن أن هذه الآثار تعود إلى فترة زمنية بين 73 و83 ألف عام، ويُرجح أنها ليست من صنع الإنسان العاقل، الذي لم يبدأ بالهجرة من أفريقيا إلا قبل 50 ألف عام.
وتدعم الأدلة النظرية القائلة بأن النياندرتال كانوا يمارسون جمع الطعام أو الصيد في المنطقة، خاصة مع وجود آثار لحيوانات كبيرة قرب آثار الأقدام.
كما أظهرت المسارات حركة متكررة ذهابًا وإيابًا نحو البحر؛ ما يعكس تأقلم النياندرتال مع البيئة الساحلية وتضاريسها الوعرة.
وتُبرز أهمية هذه الآثار وجود بصمات لرضيع إلى جانب آثار لراشد وطفل؛ ما يمنح لمحة نادرة عن الحياة الأسرية لدى النياندرتال.
ويُرجح أن مشاركة الأطفال في الأنشطة اليومية تعكس روح الترابط الأسري لديهم.
ورغم عدم العثور على آثار لمعسكرات سكنية في الموقع، يُعتقد أن الجماعة استغلت موارد المنطقة بشكل موسمي، حيث كانت تعود إليها بانتظام.
كما تشير الأدلة إلى أن النياندرتال اختاروا عن وعي هذه البيئات الساحلية الغنية بالمصادر الغذائية.
ويُعد هذا الاكتشاف نافذة جديدة تسلط الضوء على سلوكيات النياندرتال، الذين لا يزال كثير من أسرار حياتهم مدفونة في الرمال منذ عشرات آلاف السنين.