مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
في كتابها الغرق أو السباحة: كيف يحتاج العالم للتكيف مع تغير المناخ (2025)، تتناول سوزانا فيشر، الباحثة في مجال التكيف مع تغير المناخ بجامعة كوليدج لندن، السيناريوهات المستقبلية للهجرة البشرية في ظل التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ.
وفي مقتطفات من الكتاب، تطرح فيشر رؤية لعام 2070، حيث يشهد العالم حركة نزوح جماعي هائلة، نتيجة تفاقم الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والعواصف والجفاف والحرائق التي باتت تهدد مناطق شاسعة من كوكب الأرض.
وتُظهر التوقعات أن هذه الهجرة ستؤدي إلى تكاثر مخيمات اللاجئين، التي ستكون مليئة بملايين الأشخاص النازحين داخل حدود دولهم، دون توفر البنية التحتية أو الموارد اللازمة لدعمهم. وبينما تحاول بعض الحكومات تنظيم عمليات الانتقال، فإن العديد من المناطق تصبح غير صالحة للسكن بسبب التصحر وارتفاع منسوب المياه، مما يعقد من مهمة التكيف مع هذه التغيرات.
وفي ظل هذه الظروف، تفرض العديد من الدول قيودًا مشددة على حركة السكان، إذ يتم إغلاق الحدود بين الدول التي أصبحت غير قادرة على دعم المزيد من اللاجئين، كما شهدت الولايات المتحدة، فقد تم فرض حدود على الولايات الجنوبية الغربية التي استنفدت مواردها المائية، وتحتدم النزاعات بين هذه الولايات حول منابع المياه المتبقية.
وفي حالة أخرى، تعرضت إحدى الدول الكاريبية لإعصار شديد زاد من شدته تغير المناخ، مما دفع الحكومة لإصدار "جوازات سفر مناخية" لمواطنيها، تتيح لهم الانتقال إلى دول أخرى تتحمل مسؤولية تفاقم الأزمة، والتي تشمل الدول الكبرى المسببة لانبعاثات الكربون. وبموجب هذه الجوازات، يمكن للسكان الهروب إلى دول أكثر أمانًا، بينما تمنحهم الشركات المسؤولة عن التلوث تعويضات مالية عبر منح خاصة لمساعدتهم على الانتقال.
من جهة أخرى، في بنغلاديش، يعيش العديد من السكان في مناطق دلتا عرضة للفيضانات المتكررة والعواصف، وبدأ بعضهم اللجوء إلى المدن الثانوية التي توفر فرصًا تعليمية واستقرارًا أكبر. وفي المملكة المتحدة، تم تنفيذ خطة لنقل مجتمعات كاملة من المناطق الساحلية المهددة بالفيضانات إلى مناطق أكثر أمانًا، رغم التحديات التي واجهتها هذه الأسر في التأقلم مع الحياة الجديدة.
أما في الدول الجزرية الصغيرة، فاستثمرت الحكومات في مشروعات استصلاح الأراضي العائمة لتوفير مساكن جديدة للسكان المتضررين من ارتفاع مستويات البحر، لكن هناك من اختار مغادرة هذه المناطق، مدعومًا من الأمم المتحدة، للانتقال إلى دول أخرى.
وفي ختام الكتاب، تؤكد فيشر أن هذه السيناريوهات المستقبلية تطرح العديد من الأسئلة الحاسمة بالنسبة للأفراد والحكومات على حد سواء. وتدعو إلى ضرورة اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة بشأن آلية التكيف مع التغيرات المناخية وضمان حياة أفضل للأجيال القادمة في عالم مهدد بالتغيرات المناخية.