logo
بيئة ومناخ

أقدم سجل مناخي يكشف حرارة الأرض قبل ملايين السنين

أنتاركتيكا القطب الجنوبي المصدر: Getty image

في اكتشاف يوصف بأنه نافذة نادرة على تاريخ الأرض، تمكن فريق من العلماء من استخراج أقدم عيّنات جليدية معروفة حتى اليوم من أعماق القارة القطبية الجنوبية، حيث تعود هذه العيّنات إلى نحو 6 ملايين سنة، أي إلى فترة ما قبل العصر الجليدي الحديث.

وعُثر على العينات في منطقة "ألان هيلز" في القطب الجنوبي، بعد حفر مئات الأمتار داخل طبقات الجليد المتراكمة عبر ملايين السنين، وهي عملية قادتها عالمة الجليد سارة شاكلتون من معهد وودز هول لعلوم المحيطات.

وتشير شاكلتون إلى أن الجليد يعمل كأنه "آلة زمن" تحفظ المناخ القديم داخل فقاعات هواء مجهرية محبوسة فيه؛ ما يسمح للعلماء بدراسة شكل الغلاف الجوي ودرجات الحرارة في فترات لم يصل إليها البشر من قبل.

أخبار ذات علاقة

شلالات لاوتربرونن السويسرية

"كارثة صامتة".. الأنهار الجليدية في سويسرا تذوب بسرعة غير مسبوقة

على عكس معظم مناطق الأرض التي تمحوها التحولات الجيولوجية، حافظت أنتاركتيكا على سجلّ مناخي متراكم بفضل تجمد الثلوج المستمر.

وفي "ألان هيلز" تحديدا، سمحت طبيعة الجليد الأزرق المضغوط، إلى جانب الرياح القوية والبرودة القاسية، ببقاء جليد عمره ملايين السنين قريبا من السطح، وهو ما يجعل هذه المنطقة واحدة من أنسب المواقع للعثور على جليد قديم، وفي الوقت نفسه واحدة من أصعب البيئات للعمل الميداني.

ورغم أن الجليد المستخرج لا يحتوي على فقاعات هواء مرئية مثل العينات الجليدية التقليدية، إلا أنه يضم جيوبا مجهرية متناهية الصغر تحتوي على غازات قديمة، وهو ما يمنحه قيمة علمية استثنائية.

وحفر الفريق البحثي التابع لمشروع COLDEX الأمريكي ثلاث عيّنات بين عمق 150 و206 أمتار، وكان الهدف العثور على جليد يعود إلى العصر البليوسيني، الذي انتهى قبل 2.6 مليون سنة.

 لكن النتائج فاقت التوقعات؛ إذ كشفت إحدى العينات عن جليد يعود إلى نحو 6 ملايين سنة، أي إلى نهاية عصر الميوسين؛ ما يجعلها أقدم عينة هواء محتجزة في الجليد عُثر عليها حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

إحدى كاسحات الجليد النووية الروسية

بكاسحات الجليد النووية.. روسيا تخطط لبسط هيمنتها على القطب الشمالي

تحليل نظائر الأكسجين في هذه العينات أظهر أن درجة حرارة القارة القطبية الجنوبية كانت أعلى بحوالي 12 درجة مئوية مقارنة بالوقت الحالي، وأن التحوّل إلى البرودة الحالية حدث تدريجيا، وليس عبر تغيّر مفاجئ.

ويأمل العلماء في المرحلة المقبلة في تحليل مكوّنات الغلاف الجوي المحبوس داخل الجليد بدقة أكبر، لتحديد تركيز الغازات الدفيئة في تلك الفترات ومقارنة التغيرات عبر ملايين السنين، خصوصا مع تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري اليوم.

وأعلن الفريق البحثي أيضا أنه يخطط لبعثة جديدة بين عامي 2026 و2031 لتوسيع قاعدة البيانات واستكشاف طبقات أعمق قد تكشف فترات أقدم من تاريخ الأرض.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC