أثارت واقعة الاعتداء على تمثال "عين الفوارة" الأثري الشهير في ولاية سطيف الجزائرية مساء أمس الثلاثاء موجة استنكار وغضب عارمين بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، بعدما أقدم مواطن في حالة سُكر على تخريبه مجددًا.
وقد باشرت مصالح الأمن الحضري الأول تحقيقاتها فور وقوع الحادث، إذ تمكنت من إلقاء القبض على الجاني الذي جرى توقيفه واقتياده إلى مقر الشرطة، لاستكمال استجوابه وكشف دوافع ارتكابه هذه الفعلة المشينة.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أنّ المخرب كان فاقدًا للوعي أثناء تخريبه النصب، ما حوّل النافورة التاريخية إلى مشهد عبثي وأثار دهشة السكان الذين اعتبروا فعلته تعديًا سافرًا على معلم ثقافي ذي مكانة رمزية في الذاكرة الجماعية لمدينة سطيف.
ولا تزال حادثة أمس، وهي الثالثة من نوعها التي يتعرض لها تمثال "عين الفوارة" منذ تدشينه عام 1898، إذ سجلت انتهاكاته السابقة في 1998 و2017، وحدث الاعتداء الثاني على يد الجاني نفسه، الذي سبق وأدين قضائيًا وأمضى مدة عقوبته داخل المؤسسة العقابية قبل أن يخرج ويكرر اعتداءه.
يُذكر أن التمثال، المنحوت من الحجر الأبيض والمرمر فوق ينبوع يحمل اسم "عين الفوارة"، صممه النحات الفرنسي-الإيطالي فرانسيس سان فيدال، ويقف في قلب ساحة المدينة كرمزٍ حضاريٍ يخلد تاريخها ويمثل مصدر إلهامٍ لشعراء وأدباء الجزائر الذين احتفوا به في نصوصهم.