أثارت عملية نقل غير آمنة، لتمثال شهير من ساحة سعد الله الجابري الرئيسة في حلب، جدلاً واسعاً وانتقادات في المدينة العريقة وعموم سوريا بعد تهدم جزء منه والخشية من عدم إعادته لمكانه مجدداً.
وتعرض تمثال "الشهداء" الذي يعود نصبه إلى ثمانينيات القرن الماضي، لضرر كبير خلال عملية النقل التي جرت في ساعات الليل، مساء أمس الأربعاء، بواسطة رافعة ربطته بكابل معدني وجرته، ليسقط جزء منه أرضاً ويتهدم.
ووثق مقطع فيديو، تفاصيل عملية النقل التي أثارت غضب عدد كبير من المدونين السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم نخب ثقافية، اتهموا الجهة المنفذة للنقل بتعمد هدم التمثال عن طريق نقله بتلك الطريقة غير الآمنة.
ولم تعلق مديرية الآثار والمتاحف في مدينة حلب، على الضرر الذي لحق بالتمثال، لكنها قالت في بيان نقلته وسائل إعلام رسمية، اليوم الخميس، إنها نقلت التمثال إلى موقع آخر لحمايته وترميمه.
وأوضحت المديرية أن نقل التمثال جاء ضمن خطة إعادة تأهيل الساحة ولتحسين إقامة الفعاليات الشعبية، بعد أن حجب التمثال جزءاً من الرؤية للشاشة الرئيسية المُثبتة حديثاً في الساحة.
وصمم تمثال الشهداء، النحّات السوري عبد الرحمن مؤقت، وهو مصنوع من الحجارة الصفراء التي تميز مدينة حلب، وتم تشييده في العام 1985 في ساحة سعد الله الجابري وسط حلب.
وأثيرت قضية إزالة التمثال من الساحة، أول مرة، في مارس/آذار الماضي، خلال عملية تأهيل وتجميل للساحة، عندما نشرت الشركة المنفذة تصاميم لا تتضمن تمثال الشهداء؛ ما أثار حينها انتقادات على غياب التمثال.
ورغم الاعتراضات الكثيرة على نقل التمثال، والغضب من تهدم جزء منه، فإن للخطوة مؤيدين كثرا أيضاً يقولون إنه يرمز لحقبة النظام السوري السابق، ولا يمثل جميع شهداء سوريا.
وشهدت سوريا انقسامات سياسية ودينية وطائفية وقومية حادة في عهد النظام السابق الذي حكم البلاد منذ العام 1970، وقد وصلت ذروتها بعد العام 2011، عندما تحولت احتجاجات شعبية لحرب مدمرة انتهت في ديسمبر/كانون الأول الماضي بسقوط حكم الرئيس بشار الأسد، وتسلم معارضيه قيادة البلاد.
