بي.بي.سي: تعيين لامي نائبا جديدا لرئيس وزراء بريطانيا

logo
منوعات

الأبوة المفرطة.. حين تتحول الرعاية الزائدة إلى عبء عائلي

الأبوة المفرطة.. حين تتحول الرعاية الزائدة إلى عبء عائلي
تعبيرية المصدر: Pexels
13 مايو 2025، 6:24 ص

تواجه "التربية الحديثة" العديد من التحديات، بدءا من المخاوف المتعلقة بسلامة  الأطفال في المدارس وحتى الضغوط التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي؛ الأمر الذي جعل العديد من الآباء يلجؤون إلى أسلوب  الأبوة المفرطة أو التربية المفرطة؛ وهو أسلوب يتميز بالمشاركة العالية والإشراف المستمر والاستثمار العاطفي العميق في حياة الأطفال. 

واكتسب مصطلح الأبوة المفرطة، رؤية جديدة بفضل مناقشات "تيك توك" والاهتمام الأكاديمي الأخير، على الرغم من أنه نال شهرة عام 1996 تحت اسم "الأمومة المكثفة".

وغالبا ما تتضمن الأبوة المفرطة تنظيم حياة الأم والأب حول الأطفال، والتدخل لحل مشاكلهم، والسعي إلى تلبية توقعاتهم بشكل متزايد ومكثف. وفي هذا الأسلوب يترك الآباء أطفالهم في رعاية الآخرين في حالات نادرة فقط، وقد يهتمون بسلامتهم العاطفية، ويرون نجاح أطفالهم انعكاسًا لقيمتهم الخاصة. ورغم أن هذا النهج قد يعزز الروابط الأسرية، إلا أنه قد يشكل ضغوطاً على كل من الأطفال والآباء، بحسب ما يؤكده الخبراء.

أخبار ذات علاقة

تعبيرية

ما تأثير اضطراب "فرط الحركة وتشتت الانتباه" على الأبوة والأمومة؟

 "صور غير واقعية للأبوة"

ويشير الخبراء بحسب موقع "بيرنتس" إلى عدة عوامل من شأنها أن تغذي هذا الاتجاه، أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي التي تلعب دورا رئيسا في خلق صور غير واقعية للأبوة المثالية، وتثير المقارنات التي تؤدي في النهاية إلى الشعور بالذنب والقلق.

وأظهر استطلاع أجرته شركة Little Sleepies في عام 2024 أن 73% من الأمهات قارن أنفسهن بالآخريات عبر الإنترنت، بينما ذكرت 77% أنهن يشعرن "بذنب الأم".

وتضيف التوقعات المجتمعية المتزايدة أيضا إلى العبء، حيث يُتوقع من الآباء المعاصرين أن يكونوا متاحين باستمرار، ومتوازنين عاطفياً، ومنخرطين دائما في حياة أطفالهم؛ ما يفقدهم القدرة على الاعتناء بأنفسهم. 

كما تسهم الضغوط الاقتصادية والتجارب الحياتية التي يعيشها آباء الجيل الجديد في هذا الأمر، حيث يسعون جاهدين لمنح أطفالهم الاستقرار الذي يفتقرون إليه.

إرهاق الأهل والأطفال

ومع ذلك، فإن الجوانب السلبية حقيقية. ويحذر الخبراء من أن الأطفال قد يشعرون بالإرهاق بسبب توقعاتهم المستمرة، في حين يتعرض الآباء لخطر الإرهاق أيضا؛ فالأبوة المفرطة غالباً ما تتجاهل احتياجات الأم والأب؛ ما قد يؤثر في نهاية المطاف على رفاهية الأسرة بأكملها.

ويحث علماء النفس الآباء على التراجع عن التدخل في حياة أبنائهم من دون الانفصال عنهم، حيث إن السماح للأطفال بالشعور بالملل وحل مشاكلهم بأنفسهم وارتكاب الأخطاء يعزز استقلاليتهم ويدعم شخصياتهم.

والأمر الأهم بحسب الخبراء، هو أن يركز الآباء على ما يناسب عائلاتهم، وليس على الأمثلة التي تنشر عبر الإنترنت.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC