يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) من أكثر الاضطرابات النمائية العصبية شيوعاً بين الأطفال.
ووفقاً للبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد تم تشخيص حوالي 6 ملايين طفل في الولايات المتحدة بهذا الاضطراب بين عامي 2016 و2019.
وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات والبحوث التي تساعد الآباء الذين يربون أطفالاً مصابين بـ ADHD، إلا أن القليل من الأبحاث تركز على الآباء المصابين بالاضطراب أنفسهم.
وتشير الدراسات إلى أن حوالي 10 ملايين بالغ أمريكي وأكثر من 365 مليون بالغ حول العالم يعانون من ADHD. ووجدت دراسة صغيرة نُشرت في عام 2016 أن 41% من أمهات الأطفال المصابين بـ ADHD و51% من الآباء يعانون أيضاً من الاضطراب نفسه.
ومن أبرز التحديات التي يواجهها الآباء المصابون بـ ADHD صعوبة التنظيم والتخطيط وإدارة الوقت.
ويقول الاختصاصي بيل روبرتس: "يجد الآباء المصابون بـ ADHD أنفسهم يعملون بجهد مضاعف للحفاظ على التوازن، لأنهم يضطرون لتعويض صعوبات الاضطراب".
وتشير الدكتورة ليديا زيلوسكا، اختصاصية الطب النفسي بجامعة مينيسوتا، إلى أن "التحديات في الوظائف التنفيذية لـ ADHD والمهام المرتبطة بالأبوة والأمومة تمثل معضلة مزدوجة، مما يؤدي إلى شعور مستمر بالإرهاق".
ومن ناحية أخرى، يعاني الآباء المصابون بـ ADHD من صعوبة في تنظيم مشاعرهم، ما قد يؤدي إلى الانهيار العاطفي أثناء تربية الأطفال.
وتقول كريستينا لوك، اختصاصية نفسية سريرية: "عندما ترتفع المشاعر، تصبح الأدمغة ضبابية ولا يمكننا رؤية الأمور بوضوح، ما يجعل التعامل مع الأطفال أكثر صعوبة".
كما يعاني هؤلاء الآباء من مشكلات في التنظيم الحسي، حيث يشعرون بالإرهاق أو الحساسية المفرطة تجاه الضوضاء والفوضى.
و"كثير من المصابين بـ ADHD يعانون من فرط الحساسية للضوضاء والفوضى، مما يضيف تحديات أخرى أثناء العيش مع أطفال نشطين"، كما تقول تيري ماتلن، المعالجة النفسية والاختصاصية في ADHD.
ويشير الخبراء إلى أن تربية الأطفال مع ADHD تتطلب جهوداً مضاعفة، لكن مع الدعم والتشخيص المناسبين، يمكن للآباء المصابين بالاضطراب إدارة التحديات وتحقيق التوازن في حياتهم العائلية.
