مع بدء العد التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير، في السابعة مساء اليوم بالتوقيت المحلي لمحافظة الجيزة، تتجه الأنظار إلى تمثال الملك الفرعوني الأشهر رمسيس الثاني الذي يقف ليستقبل الزوار في بهو المتحف.
واستعاد نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي عملية نقل التمثال من موضعه السابق بمنطقة وسط القاهرة إلى مقر المتحف الحالي في عملية شديدة التعقيد والصعوبة وُصفت بـ "الملحمة الهندسية" من شدة المخاطر التي انطوت عليها.
ونُفِّذت العملية، في العام 2006، بعد أن أصبح الموضع السابق للتمثال شديد الازدحام، يعلوه كوبري، ويعاني من تلوث بصري وبيئي شديدين، فكان لا بد من التحرك سريعاً لإنقاذ واحد من أهم رموز الحضارة الفرعونية.
جاءت الصعوبة من أن التمثال يزن 83 طناً، كما أن دراسة تفاصيل النقل استغرق 4 سنوات بشكل دقيق لإتمام المهمة بشكل سليم والحفاظ على سلامة التمثال، بالتعاون مع المهندس إبراهيم محلب رئيس شركة "المقاولون العرب" آنذاك، ورئيس وزراء مصر لاحقاً.
صنع المسؤولون بالمجلس الأعلى للآثار وقتها نموذجاً من التمثال بنفس الوزن لإجراء تجربة عملية لنقله من ميدان رمسيس حتى المتحف.
وتضمنت عملية النقل الحقيقية فيما بعد مشهداً مهيباً لموكب استغرق نحو 20 ساعة بحضور شعبي لمواطنين يبكون ويصفقون من فرط الانفعال.
ويضم المتحف المصري الكبير 12 قاعة عرض تحتوي على نحو 40 ألف قطعة أثرية، معظمها كانت في المتحف المصري في التحرير، لكنها ستُعرض، الآن، بطريقة حديثة تبرز جمالها الحقيقي من خلال الإضاءة، والعرض المتحفي المتطور.
ويجذب الزوار بشكل خاص عرض مقتنيات الملك "توت عنخ آمون" بالكامل لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته العام 1922، حيث سيتم عرض نحو 5000 قطعة أثرية من تلك المقتنيات.