تصف كثير من الأمهات معاناتهن مع ما يُعرف بـ "طفل الفيلكرو (Velcro Kid)"، وهي تسمية تُطلق على الطفل الذي يلتصق بأمه طوال الوقت، يطلب الحضن باستمرار، ويتبعها حتى إلى الحمّام!.
تقول إحداهن مازحة: "لا أستطيع إعداد العشاء دون أن أحمله، صار لديّ ذراع عضلية بسببه".
وتشرح الاختصاصية النفسية سارة ويتلي، العضو في BACP والمعالِجة النفسية لما قبل الولادة، أنّ هذه السلوكيات ليست نتيجة "تدليل زائد" بل هي اختلاف طبيعي في المزاج.
فبعض الأطفال يحتاجون إلى الطمأنينة الجسدية والعاطفية أكثر من غيرهم كي يشعروا بالأمان، تماماً كما يختلف البالغون في حساسيّتهم للمشاعر.
أما الاختصاصي فرانسـين زلتسر من Manhattan Psychology Group فيوضح أنّ من علامات "طفل الفيلكرو" أن الأم لا تستطيع وضعه جانباً لأكثر من ثلث اليوم من دون بكاء، وأن فترات القيلولة في السرير تكاد تكون مستحيلة. ومع نموّه، يتحول إلى ظلّ صغير يتبع والده أو والدته في كل مكان.
ويؤكد الخبراء أنّ هذه المرحلة طبيعية، خصوصاً إذا كانت الأم هي المقدّم الرئيسي للرعاية منذ الولادة. ومع الوقت، يبدأ الطفل بالاستقلال تدريجياً، رغم أنّ بعض الأطفال يظلون متعلّقين حتى سنّ 3 أو 4 سنوات.
وتنصح ويتلي الأهل بالتعامل مع الموقف بصبر ودفء، مع تشجيع الطفل على قضاء فترات قصيرة بمفرده أو مع أشخاص آخرين، وبناء روتين ثابت لتخفيف القلق.
ويشجع الخبراء الأهل على عدم فقدان الأمل سريعاً، إذ إن الأمر ربما يحتاج إلى الصبر والمحاولة لمدة طويلة، لأن بعض الأطفال يحتاجون إلى وقت أطول من نظرائهم للاستجابة والتمكن من الوصول إلى مرحلة الاستقلالية المطلوبة، التي يحتاجونها بالفعل ليعيشوا كأفراد أسوياء ويتمتعون بالتوازن النفسي خلال مسيرة حياتهم المستقبلية.
كما تشدّد ويتلي على ضرورة أن يمنح الأهل أنفسهم وقتاً للراحة واستعادة طاقتهم، سواء من خلال مجموعات دعم، أو فترات راحة قصيرة، لأنّ رعاية طفل "فيلكرو" تتطلب طاقةً مضاعفة، ولأنّ الأهل أيضاً يحتاجون إلى العناية.