اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
يتجمّع مئات الأشخاص في خيمة بيضاء كبيرة وسط منتجع "دوشنيكي-زدروي" العلاجي بالمياه المعدنية، وهي مدينة هادئة تقع على الحدود البولندية التشيكية، استعدادًا لافتتاح مهرجان "فريدريك شوبان الدولي للبيانو" في دورته الثمانين.
وداخل الخيمة، تستعد أوركسترا وارسو الوطنية الفلهارمونية لعزف أولى النوتات الموسيقية التي تعلن بداية المهرجان الذي يجذب سنويًا عشاق الموسيقى من مختلف أنحاء العالم.
ويُعتبر مهرجان "دوشنيكي-زدروي" حدثًا موسيقيًا فريدًا يستقطب جمهورًا يقدر بحوالي 2000 متفرج على مدار 9 أيام، من 1-9 أغسطس/ آب.
وتنتشر في المدينة الملصقات التي تحمل صور شوبان وتماثيله النصفية، كما تفتح المتاجر أبوابها للسياح وتبيع الهدايا التذكارية التي تحمل صورة الملحن البولندي الشهير.
وتم اختيار "دوشنيكي-زدروي" لإقامة المهرجان نسبةً إلى أن شوبان نفسه أقام فيها حفله الموسيقي الأول خارج وطنه في عام 1826، حين كان يبلغ من العمر 16 عامًا.
في ذلك الوقت، كانت المدينة تعرف باسم "باد راينرز" وكانت جزءًا من ألمانيا. وانطلق المهرجان في عام 1946، ومنذ ذلك الحين استقطب ألمع الأسماء في عالم الموسيقى الكلاسيكية.
وتشارك في دورة هذا العام مجموعة من أبرز العازفين الشباب، ومن بينهم العازف الموهوب أريستو شام من هونغ كونغ، الفائز بمسابقة "فان كليبرن" العالمية لعام 2025، الذي يبدأ جولته العالمية في "دوشنيكي-زدروي" قبل أن ينتقل إلى أعرق المسارح العالمية.
ويعكس المهرجان أهمية تاريخية وعاطفية كبيرة باعتباره المكان الذي عزف فيه شوبان بنفسه.
وبالإضافة إلى المهرجان، تستضيف بولندا هذا العام "مسابقة فريدريك شوبان الدولية" الشهيرة لعازفي البيانو، التي تأسست عام 1927 وتُقام كل 5 سنوات.
وتعتبر هذه المسابقة منصة مهمة للعازفين الشباب من مختلف أنحاء العالم، إذ يفتح الفوز فيها أبوابًا إلى أشهر المسارح العالمية.
وفي النسخة الأخيرة من المسابقة، فاز العازف الكندي بروس شياويو ليو، المولود في باريس لأبوين صينيين.
ويمثل مهرجان "دوشنيكي-زدروي الدولي للبيانو" حدثًا ثقافيًا وموسيقيًا بارزًا يعكس الإرث الموسيقي لفريدريك شوبان، ويجمع بين التاريخ والفن في أجواء ساحرة على حدود بولندا والتشيك.