يستضيف مبنى حكومي كان في الماضي مقراً لشركة الكهرباء، في وسط حلب، مهرجاناً ثقافياً وفنياً في مكان يحمل دلالة رمزية لدى سكان المدينة السورية الكبيرة والعريقة.
ويحمل المهرجان اسم "معرض عنوان" ويتضمن حفلات غنائية وأخرى موسيقية، ومعارض تشكيلية، وفعاليات فنية وثقافية أخرى، تمتد على مدى عشرة أيام.
لكن اللافت في ذلك المعرض، هو مكان إقامته في مبنى شركة الكهرباء القديمة، عند بداية شارع الملك فيصل في وسط مدينة حلب.
فقد بات المبنى الذي مرَّ أكثر من مئة عام على إنشائه، وجهة نشطة للفعاليات الثقافية والفنية التي تستلهم من تاريخه بعض عروضها وأهدافها.
ويعود تاريخ المبنى إلى عشرينيات القرن الماضي، وقد كان أول مصدر لتوليد الكهرباء للمدينة باستطاعة 1500 كيلو واط عام 1929.
ووصلت مولدات كهرباء أوروبية المنشأ، إلى حلب في تلك الفترة، لتوضع في مقر الشركة، وتمد المدينة الواسعة بالتيار الكهربائي حتى سبعينيات القرن الماضي.
واستلهمت جماعات ثقافية وفنانون سوريون في الفترة الماضية تلك التفاصيل في تنظيم فعالياتهم في المبنى الذي يقولون إنه أضاء منازل المدينة وشوارعها، ويريدون تكرار التجربة من منظور ثقافي وفني من المكان ذاته.
إذ يشهد معرض "عنوان" المقام حالياً في المبنى، فعاليات ثقافية وفنية متنوعة تستهدف إعادة إحياء التراث السوري، وتقديمه للأجيال الجديدة ضمن فضاء فني وتفاعلي.
فاليوم الخميس، تقدم الفنانة لين غريواتي، أمسية موسيقية في المبنى، ومن المقرر أن يشهد المعرض غداً الجمعة، أمسية أخرى للفنان نعوم نعوم وفرقته، بينما قدمت فرقة الطلبة الكرد حفلة غنائية تراثية باللغة الكردية قبل يومين في المكان ذاته.
كما استضاف المبنى قبل أيام، وضمن فعاليات المعرض ذاته، قسماً مخصصاً للطوابع السورية يوثّق تاريخها منذ عام 1920، مع تعريف بالمناسبات الوطنية التي صدرت خلالها هذه الطوابع.
وعرض منظمو المعرض في مقر شركة الكهرباء، السجاد الحلبي الشهير، وآلات كاتبة قديمة، وخصصوا جناحا لاستقبال الأطفال يتضمن نشاطات مناسبة لهم.
ويقام المعرض بعد نحو شهر تقريباً من فعالية فنية شهدها المبنى ذاته، حيث أطلقت الفنانة التشكيلية مها قويضي ورشة رسم للشباب، واختارت مبنى شركة الكهرباء مكاناً لتعليم الراغبين أساليب الرسم.
كما شهد المبنى ذاته في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، معرضاً ثقافياً وفنياً استلهم اسمه من تاريخ المكان، وحمل عنوان "1500 كيلو واط" وتضمن عروض غناء وموسيقى وتصاميم خشبية بجانب معرض لصابون الغار الذي تشتهر بصناعته حلب.
وتكافح منظمات وجمعيات ونخب ثقافية في حلب، لإعادة إحياء النشاط الثقافي والفني في المدينة العريقة بعد أن تراجع بشكل كبير في السنوات الماضية بسبب الحرب والاضطرابات الأمنية.