في حضورٍ نادر وصامت يختصر كل الكلمات، أطلت السيدة فيروز لليوم الثاني على التوالي في مراسم عزاء نجلها الراحل زياد الرحباني، عقب الجنازة التي أُقيمت أمس الاثنين بحضور جماهيري كبير، ووجوه من عائلة الرحباني، إلى جانب شخصيات من عالمي الفن والسياسة.
ورغم ما تردّد من شائعات وتوقّعات حول تغيّبها عن استقبال المعزين، ظهرت فيروز، اليوم الثلاثاء، بهيبتها الخاصة، تستقبل المحبّين والوافدين بصمت مهيب، وسط مشهد تختلط فيه مشاعر الحنين والوجع.
غير أن بعض الحضور تجاوزوا خصوصية اللحظة، ما جعل من حضورها فعل وداع داخليّ عميق، أكثر منه مجرّد مشاركة رسمية.
وتوافد المعزون إلى صالون كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة ببكفيا، منذ الحادية عشرة صباحًا، لتقديم واجب العزاء ومؤازرة عائلة الرحباني والوقوف إلى جانب السيدة فيروز.
وكان من بين الحاضرين، شخصيات سياسية بارزة مثل الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، والنائب جبران باسيل، والوزير السابق سليمان فرنجية، وغيرهم من الرسميين والفاعلين في الشأن العام.
كما وصل عدد من النجوم لتأدية واجب العزاء، من بينهم جورج خباز، ووليد توفيق، ونانسي عجرم، وإليسا، التي وجّهت تحيّة لزياد الرحباني من على مسرح مهرجان "أعياد بيروت" بأغنية "سألوني الناس" مساء أمس، وسط تفاعل كبير وتصفيق حار من الحضور.
وكانت عائلة الراحل زياد الرحباني قد أعلنت في بيان نعيها يوم السبت، عن موعد استقبال المعزين في كنيسة رقاد السيدة ببلدة المحيدثة، يومي الاثنين والثلاثاء من الساعة 11 صباحًا حتى 6 مساءً.
واختُتمت مراسم العزاء عند السادسة مساءً بتوقيت بيروت، في لحظة وداع ثقيلة، عبّرت عن حجم خسارة الفن، برحيل أحد أبرز الأصوات المبدعة، الذي حمل وجع الوطن وكتب عن الحزن والفقد دون أن يلوّن فنه ببريق الشهرة أو تسويق المجاملات.
