تداول نشطاء على نطاق واسع مقطع فيديو نادر للسيدة فيروز وهي تكشف في تصريح استثنائي حقيقة مشاعرها كأم وكفنانة تجاه الراحل زياد الرحباني، كابن وموسيقار ومؤلف أغان أسس مرحلة جديدة من "الأسطورة الفيروزية".
ويأتي تفاعل عشرات الآلاف مع الفيديو نتيجة ما اكتنف علاقة الطرفين من جدل واسع، إثر القطيعة الشهيرة التي وقعت بينهما ودامت نحو سنتين بسبب اختلافهما الشديد، حد التناقض، تجاه شخصيات ومواقف سياسية في حقب زمنية سابقة.
وقالت فيروز إنها كأم ترى ابنها الأفضل والأروع مثلها في ذلك مثل كل سيدة بالعالم، مشيرة إلى أنها لا تجد أفضل من قصيدة في الشعر العربي القديم تقول فيها الشاعرة على لسان الأم: "يا حبذا ريح الولد / ريح الخزامى في البلد / أهكذا كل ولد؟ / أم لم يلد مثلي أحد؟".
وأضافت أن ذلك يخص "معنى البيت والعائلة"، على حد تعبيرها، أما حول "معنى الفن الصادر عن فيروز الفنانة وهي تتحدث عن زياد الفنان"، فهى ترى بكل وضوح أنه "عبقرية فنية تأخذ ملامحها من رؤية زياد للحياة والناس والوطن والشعب".
واللافت أن هناك جوانب خفية عديدة لم تظهر إلى العلن بشكل كاف في علاقة معقدة وملتبسة جمعت الطرفين إنسانيا وفنيا، على نحو تبدو معه فيروز كما لو كانت أُما تحترف الحزن وأوجاع الفقد باستمرار، فيما بدا زياد وكأنه الابن المنذور للشجن والأسى، اللذين يداريهما وراء قناع من اللامبالاة والكتمان.
وكان زياد أكبر أبنائها حيث وُلد عام 1956 وتوفي مؤخرا عن عمر ناهز 69 عاما، بينما ولد ابنها الثاني هالي وهو اليوم مقعد، أما ليال فقد وُلدت عام 1960 وتوفيت عام 1988، ولم يبق حاليا من أبناء فيروز على قيد الحياة ومعافى جسديا إلا ريما، وهي كاتبة ومخرجة، من مواليد عام 1965.
وظهرت أغنية "كيفك أنت" للوجود نتيجة لحظة عفوية غير مخطط لها، حيث كان زياد عائدا من خارج لبنان في مهمة خاصة تتمثل في الزواج من السيدة دلال كرم رغم وجود تحفظات عائلية على تلك الزيجة.
وبادرت فيروز الابن العائد بسؤال أمومي بحت هو: "كيفك ..قال عم بيقولو صار عندك ولاد، أنا والله كنت مفكرتك براة البلاد".
وانفعل زياد بالسؤال العابر وجعله افتتاحية أغنية عبقرية في عمقها وبساطتها، رغم أن فيروز اعترضت في البداية على عبارة "ملّ أنت"، لكنها وافقت عليها بالأخير لتصبح الأغنية واحدة من الأعمال الخالدة في مسيرتها.