يواجه الأهل العديد من التحديات اليومية، من وقت النوم وحتى الخروج إلى الحضانة أو المدرسة في الموعد المحدد، لكنّ مشكلة ارتداء الملابس تعد من أكبر هذه المعارك، خاصة مع الأطفال الصغار قبل سن المدرسة.
وتوضح الدكتورة باتابيا تزوتزولي، اختصاصية نفسية سريرية ومؤسسة شبكة ماي ترياج، أنّ أسباب رفض الأطفال ارتداء الملابس متعددة، تقول: "الأطفال يسمعون باستمرار ما يمكنهم وما لا يمكنهم فعله، وعندما يتعلق الأمر باللباس، يحاولون السيطرة على أجسادهم وخياراتهم، لذا فالصراع ليس على الملابس بحد ذاتها، بل على السلطة".
وتضيف أن بعض الأطفال يكونون حساسين تجاه بعض الإحساسات مثل الوسوم، أو الخياطة، أو الملابس الضيقة، أو تغيّر درجات الحرارة، خصوصًا الأطفال ذوي الفروق العصبية، الذين قد لا يستطيعون التعبير عن انزعاجهم بشكل واضح، ما يجعل المعارك تزداد حدة.
بعض الأطفال قد يصرون على ارتداء الملابس نفسها يوميًا؛ لأنهم يرتبطون بها عاطفيًا، كما تشير الدكتورة، وهذا الارتباط قد ينشأ من تلقيهم مدحًا على هذا الزي في مناسبة سابقة، فيرغبون في تكرار الشعور الجميل.
وفي حالات أخرى، قد يكون السبب التعب أو الجوع، مثلما روت إحدى الأمهات على موقع Reddit تجربة طفلها الذي أصبح "مستحيلًا في اللبس" لشهور، حتى أدركت أنه كان يعاني من الجوع والغضب معًا، حيث إنه بعد توفير تغذية إضافية، تحسنت الحالة بشكل ملحوظ.
وإذا لم تنجح التغذية والنوم الجيد، فتنصح الدكتورة باتابيا بتجربة حلول أخرى أهمها:
قدّموا خيارات محدودة لطفلك، مثل السماح له باختيار بين زيّين فقط، ما يدعم استقلاليته مع مراعاة المناسبة والطقس.
اقرؤوا كتبًا تحكي عن روتين اللبس، فهذا يساعد الطفل على فهم الخطوات والهدف منها، ويمكنكم استخدام رسوم توضيحية أو جداول لروتين اللبس.
حوّلوا اللبس إلى لعبة، مثلًا طلب اختيار لون معين أو قطعة معينة مع تشغيل الموسيقى، وتبديل الملابس مع دمى الطفل.
شاركوا أطفالكم في اختيار الملابس عند التسوق، ليختاروا ما يحبون وما يشعرون بالراحة عند ارتدائه، ويمكن التركيز على الملابس الحساسة مثل الجوارب من دون خياطة والقماش الناعم.
وتطمئن الدكتورة بأن هذه المرحلة ليست دائمة، فمع نمو الطفل وتطوره اللغوي والعاطفي، تقل هذه الصراعات عادة بين عمر 4 و6 سنوات، وتنصح الأبوين بالصبر إلى أن تمرّ المرحلة بسلام.