تُعرف النُظم البيئية الاستوائية، سواء في الغابات المطيرة أو الشعاب المرجانية، بتنوع ألوان حيواناتها الزاهية، من ألوان الببغاوات القوس قزحية إلى الأصفر والأزرق الزاهي لدى أسماك الشعاب المرجانية. فما الذي يدفع هذه الكائنات لتطوير ألوان لافتة للنظر؟
بحسب موقع "لايف ساينس" يشرح أوسكار بوييلا، عالم البيئة السمكية في مركز "لايبنيتز" للأبحاث البحرية الاستوائية في ألمانيا، أن الحيوانات تستخدم اللون بشكل رئيس كوسيلة للتواصل. وقد يكون ذلك لجذب شريك، أو تحذير المفترسات من السمية، أو للتخفي والهروب من الخطر.
وتختلف الطرق، فبعض اليطور تحصل على أصباغ ملونة من غذائها لجذب الشركاء أو فرض الهيمنة، بينما تستخدم الأسماك والرخويات هياكل خلوية دقيقة لتحنيط الضوء وتغيير ألوانها من أجل التخفي.
"المنافسة"
ويوضح روبيرتو أربوري، عالم الأحياء التطورية المتخصص في الببغاوات، أن التنوع الهائل في الحيوانات في المواطن الاستوائية يخلق حاجة للتعرف الواضح على أفراد النوع الواحد لتجنب التفاعلات المكلفة مثل التزاوج الخاطئ. هذا يدفع المنافسة لامتلاك ألوان زاهية ومميزة، خاصةً عند الطيور التي تعتمد على حاسة البصر. لذا، تزخر الغابات المطيرة بتنوع مذهل من الألوان والأنماط بين طيورها.
"التخفي"
مع ذلك، قد يختلف إدراك الألوان بشكل كبير بين الحيوانات. يشير بوييلا إلى أن البيئات البحرية تقدم تحديات فريدة، مثل امتصاص الضوء الأحمر بسرعة تحت الماء، ما يجعل اللون الأحمر فعالًا بشكل مفاجئ كوسيلة للتخفي. كما تساعد الأنماط الزرقاء والصفراء الزاهية، رغم كونها لافتة للعين البشرية، أسماك الشعاب على تكسير شكلها الظاهري وتجنب المفترسات.
"المناخ"
إلى جانب الضغوط التطورية، يدعم المناخ الاستوائي المعتدل والغني بالطاقة إنتاج الألوان. يؤكد أربوري أن الحيوانات في البيئات القاسية كالصحارى أو التندرا تحافظ على طاقتها بتقليل الألوان، بينما تستفيد الأنواع الاستوائية من وفرة الغذاء والظروف الملائمة للاستثمار في ألوان زاهية.
في النهاية، تنتج ألوان الحياة البرية في المناطق الاستوائية عن تفاعل معقد بين عوامل بيئية، المنافسة التطورية، والقدرة الفسيولوجية. هذه العوامل تتضافر لتخلق الطيف المذهل من الألوان التي تميز الحياة قرب خط الاستواء، من قمم الغابات إلى الشعاب المرجانية.