عقد أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، اليوم الاثنين، الاجتماع الثالث لوضع توصيات لجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام، التي تم تشكيلها بقرار من رئيس الوزراء المصري؛ بهدف بحث واقع الدراما المصرية وآثارها الاجتماعية، ومناقشة سُبل دعمها وتطويرها.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، أوضح وزير الثقافة أنه سيتم رفع جميع التوصيات النهائية المنبثقة عن الاجتماعات الثلاثة إلى رئيس مجلس الوزراء فور الانتهاء من صياغتها، تمهيدًا لاتخاذ ما يلزم من خطوات تنفيذية تضمن تفعيلها على نحو علمي وفعّال.
وجرت مناقشة عدد من التوصيات الجوهرية في الاجتماع الثالث، على رأسها، التأكيد على أهمية تشجيع الإنتاج الدرامي الجاد، عن طريق تقديم تسهيلات إنتاجية وتقديم الدعم للأعمال ذات المضمون الهادف، كما شددت اللجنة في اجتماعها على ضرورة اكتشاف ورعاية المواهب الشابة عبر مسابقات متخصصة في التأليف والإخراج والتمثيل، مع توفير فرص حقيقية للاندماج في المشروعات الفنية.
وأوصى أعضاء اللجنة بضرورة صون حرية الإبداع كركيزة أساسية للتطور الفني، مع مراعاة التصنيف العمري للأعمال بما يضمن توافقها مع فئات الجمهور المستهدفة، كما تم التأكيد على أهمية معالجة قضايا المجتمع المعاصر مثل الهوية، التعليم، التحول الرقمي، الصحة النفسية وغيرها، بما يسهم في تعزيز الارتباط بين العمل الفني والمجتمع، وعلى ضرورة إنتاج محتوى موجه إلى الشباب بلغة عصرية وموضوعات تلامسهم عن قرب، مع التشديد على ضرورة العمل على إحياء دراما الطفل، بتوصيفها كإحدى الأدوات التربوية والثقافية التي تؤثر في تشكيل وعي الصغار.
بشأن الجوانب اللوجستية، تم التأكيد على أهمية تقديم تسهيلات لتصوير الأعمال الفنية في المواقع العامة والتاريخية، مع اقتراح إنشاء مكتب دعم فني يتبع وزارة الثقافة لتيسير الإجراءات والتنسيق بين الجهات المختصة.
وناقش الاجتماع إعداد خطة تنفيذية شاملة بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المعنية، تتضمن برامج تدريبية للمبدعين الشباب، إلى جانب تفعيل شراكات مع المنصات الإعلامية الكبرى لتسويق الإنتاجات المصرية داخليًا وخارجيًا، لا سيما مع التأكيد على إنشاء مرصد وطني دائم لتحليل محتوى الدراما وقياس تأثيرها المجتمعي والثقافي.
وأكد الوزير أحمد فؤاد هنو في ختام الاجتماع أن الهدف من هذه التوصيات هو تطوير الصناعة بما يخدم الإبداع ويحمي الهوية، ويعزز مكانة مصر كحاضنة للفن والثقافة.
تجدر الإشارة إلى أن تشكيل لجنة تطوير الدراما ودراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام جاء بعد أن فجرت عدة مسلسلات جرى عرضها خلال شهر رمضان الماضي موجة غضب جماهيرية، نتج عنها ردود فعل سلبية تجاه تلك المسلسلات وصناعها، ما عدته آراء إعلامية تدخلا في الوقت المناسب من قبل الدولة المصرية لتصحيح مسار الدراما المصرية، وفق صحف محلية.
