تتطور طرق التربية مع نمو الأطفال؛ ما يتطلب من الأهل تعديل أسلوبهم من مرحلة الطفولة المبكرة إلى سن المراهقة. وتقدم عالمة النفس التنمويّة أليزا برسمن، مفهوما جديدا يُعرف باسم "تربية القط مقابل الكلب"، مشيرة إلى ضرورة استفاد الآباء من سلوك الحيوانات الأليفة في تربية أطفالهم.
وقالت بريسمان، إنه يجب على الوالدين في مرحلة الطفولة المبكرة اعتماد أسلوب “الكلب”: متحمس، حاضر، ومشارك بفعالية. قالت خلال مشاركتها في بودكاست On Purpose مع جاي شيتي: “مع الأطفال الصغار، يجب أن تكون مثل الكلب: تهز ذيلك عندما تكون متحمسا، وتكون دائما متواجدا ومتحمسا حقا”. هذا الأسلوب يشبه التربية السلطوية المتوازنة؛ إذ يوفر هيكلا، ولاءً، وحضورا ثابتا لمساعدة الطفل على الشعور بالأمان وبناء الثقة.
ومع تقدم الأطفال إلى مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقة، توصي برسمن بالتحول نحو أسلوب “القط”، وهو أكثر استقلالية ومراقبة. تقول: “أنت دائما موجود، لكنك لست متطفلا عليهم؛ إذا كانوا مهتمين، يمكنهم الاقتراب منك”. يشجع هذا الأسلوب على الاستقلالية مع الحفاظ على الدفء والدعم، ويتيح للأطفال الأكبر سنا مشاركة أفكارهم ومشاعرهم وفق شروطهم؛ ما يعزز التواصل دون ضغط.
ويشير الخبراء إلى أن أسلوب تربية القط والكلب لا يتطابق تماما مع أنماط التربية التقليدية السلطوي، المتساهل، المستبد، وغير المبالي، لكنه يشترك بعناصر مع الأساليب السلطوية المتوازنة والمتساهلة.
وتقول الأخصائية النفسية أنات جوزيف لموقع "بيرنتس" إن تربية الكلب تركز على المشاركة والتوقعات الواضحة، بينما تشجع تربية القط على الاستقلالية. وتضيف خبيرة التربية ديفون كونتزمان أن الهدف الأساسي هو الاستجابة بحنان ودعم، مع تعديل المساحة الممنوحة للطفل لمواجهة تحدياته.
وبالنسبة للأطفال الصغار، تساعد تربية الكلب النشطة على تلبية احتياجاتهم الجسدية والعاطفية، وتعزز الحب غير المشروط والاستقرار. أما للمراهقين، فيوفر أسلوب القط مساحة للنمو مع البقاء متاحا عاطفيا.
ويحذر الخبراء من أن الإفراط في الانسحاب قد يسبب شعورا بالانفصال العاطفي، لذلك يجب على الآباء متابعة اهتمامات أطفالهم بانتظام وتأكيد حبهم ودعمهم مع احترام الحدود.
في النهاية، يشجع أسلوب القط مقابل الكلب الآباء على تعديل أسلوبهم مع نمو الأطفال؛ ما يساعد على تنشئة أطفال واثقين ومستقلين، مع الحفاظ على علاقات قوية بين الوالدين والأطفال.